جثمان محمد السنوار ينضم لجثة شقيقه تحت سيطرة إسرائيل.. هل تسلل الموساد إلى حماس؟

جثمان محمد السنوار ينضم لجثة شقيقه تحت سيطرة إسرائيل.. هل تسلل الموساد إلى حماس؟

في تطور ميداني لافت، أعلنت السلطات الإسرائيلية، الأحد، عثورها على جثة محمد السنوار، القيادي البارز في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والشقيق الأصغر للقائد الراحل يحيى السنوار، الذي أعلنت تل أبيب قبل أسابيع مقتله في قصف على خان يونس.

وقالت إسرائيل إن الجثمان جرى انتشاله من داخل نفق تحت الأرض يقع أسفل المستشفى الأوروبي شرقي خان يونس، وهو ما أعاد إشعال الجدل بشأن مدى اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية لمفاصل حركة «حماس، وطرح تساؤلات عن ما إذا كان جهاز الموساد أو الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قد نجح بالفعل في اختراق دوائر القرار داخل الحركة.

إسرائيل تعلن تفاصيل انتشال جثة محمد السنوار

وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن جهات إسرائيلية مختصة أنهت التعرف على جثث عُثر عليها خلال العملية العسكرية في منطقة المستشفى، من بينها جثة محمد السنوار.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم العثور على عشر جثث تعود لقيادات وعناصر من «حماس»، داخل نفق وصفه الجيش بـ”الإرهابي”، ومترابط مع عدة أنفاق فرعية.

كما بث الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو أظهر نفقًا كبيرًا يمتد تحت الأرض، قال إنه يقع مباشرة أسفل المستشفى الأوروبي.

وبحسب البيان العسكري، بدأت القوات الإسرائيلية عملية تمشيط واسعة تحت غطاء جوي كثيف بعد إخلاء المستشفى بالكامل من الطواقم الطبية والمرضى.

حكومة غزة تكذب الرواية الإسرائيلية حول محمد السنوار

في المقابل، أصدر مكتب الإعلام الحكومي في غزة بيانًا رسميًا نفى فيه الرواية الإسرائيلية، واعتبر أن الفيديو الذي بثه الجيش مفبرك ويُظهر أنبوبة حديدية ضيقة لا تتسع حتى لمرور شخص.

وأوضح البيان أن الموقع الذي تم تصويره ليس نفقًا، بل «قناة لتصريف مياه الأمطار»، زاعمًا أن الجيش قام بوضع الأنبوب داخل الموقع وحفره لأغراض إعلامية.

وأشار المكتب إلى أن المنطقة المصورة قريبة من قسم الطوارئ بالمستشفى، واتهِم الجيش بتضليل الرأي العام عبر التلاعب بالمعطيات الميدانية.

“حماس” أبلغت عائلة السنوار مسبقًا بمقتله

رغم إعلان إسرائيل، إلا أن مصادر في حركة «حماس» كانت قد كشفت بحسب وسائل إعلام في الحادي والعشرين من مايو الماضي، أن جثمان محمد السنوار كان قد دُفن بالفعل قبل أسابيع في نفق قرب خان يونس.

وقالت المصادر إن العملية تمت بعد قصف عنيف تعرضت له المنطقة، وتمكنت خلالها وحدة مختصة من كتائب القسام من انتشال جثامين السنوار وعدد من مرافقيه، ونقلهم إلى نفق بديل لدفنهم هناك.

كما أوضحت أن العائلة أُبلغت رسميًا بوفاته، إلى جانب عائلات قيادات أخرى، مؤكدة أن السنوار قُتل برفقة عدد من قادة الصف الميداني. وأشارت المصادر إلى أن هذا الإجراء ليس الأول من نوعه، إذ سبق واعتمدت الحركة نفس الأسلوب عقب اغتيال عضوي المكتب السياسي روحي مشتهى وسامح السراج.

محمد السنوار.. من سجون الاحتلال إلى معارك الأنفاق

محمد السنوار يُعد من أبرز القادة الميدانيين في «كتائب القسام»، وتربطه علاقة وثيقة بشقيقه يحيى السنوار، الذي شغل منصب القائد العام للحركة في قطاع غزة.

وسبق لمحمد أن اعتقل لسنوات طويلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يُفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011.

هل اخترق الموساد شبكة أنفاق “القسام”؟

وفق تقارير، يثير هذا التطور تساؤلات جدية حول طبيعة القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية في تتبع تحركات قادة «حماس»، خصوصًا في ظل العمليات المتكررة التي تستهدف قادة من الصف الأول في أماكن شديدة السرية.

فقد أظهرت عمليات القصف التي طالت مواقع تحت الأرض، دقة متناهية في تحديد نقاط التجمع والحركة، مما يطرح فرضية أن هناك اختراقًا محتملًا، سواء عبر تقنيات متقدمة أو عبر زرع عناصر استخبارية داخل محيط الحركة.

ويرى خبراء أن إسرائيل قد تكون وظفت أدوات مراقبة إلكترونية متقدمة، أو حصلت على معلومات من داخل غزة، سواء من خلال أجهزة تجسس زرعت داخل الأنفاق، أو عبر التعاون مع جهات محلية.

إسرائيل تهدد بمواجهة أسطول الحرية مادلين.. هل تتكرر كارثة السفينة مرمرة؟