تحذيرات من أحداث لوس أنجلوس.. ترامب يسرع بأمريكا نحو الاستبداد

تحذيرات من أحداث لوس أنجلوس.. ترامب يسرع بأمريكا نحو الاستبداد

في تحذيرٍ شديد اللهجة على قناة CNN، أدان السيناتور بيرني ساندرز عن ولاية فيرمونت نشر الرئيس دونالد ترامب للحرس الوطني في لوس أنجلوس، واصفًا إياه بأنه خطوة خطيرة نحو الاستبداد.

أثارت هذه الخطوة، التي تأتي وسط احتجاجات واسعة النطاق في لوس أنجلوس عقب مداهمات فيدرالية عدوانية لوكالات الهجرة، انتقاداتٍ حادة من مختلف الأطياف السياسية، وأثارت جدلًا جديدًا حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية.

وفقا للجارديان، اتهم ساندرز، وهو منتقدٌ قديمٌ لأسلوب قيادة ترامب وأجندته، الرئيسَ بتجاوز الأعراف الديمقراطية وتركيز السلطة. وأكد ساندرز: “لدينا رئيسٌ يدفع البلاد بسرعة نحو الاستبداد… على حد علمي، لم يطلب حاكم كاليفورنيا، عمدة مدينة لوس أنجلوس، الحرس الوطني، لكنه يعتقد أن له الحق في فعل ما يشاء”.

أكد أن مثل هذه الإجراءات الأحادية تُشكل سابقةً مُقلقة، تُقوّض سيادة القانون والدستور.

أحداث لوس أنجلوس.. مخاوف من تجاوزات الرئيس وتآكل الديمقراطية

تعكس تعليقات السيناتور قلقًا متزايدًا إزاء استخدام ترامب للسلطة التنفيذية منذ عودته إلى البيت الأبيض، وسلط ساندرز الضوء على سلسلة من الإجراءات الأخيرة التي اتخذها ترامب – بما في ذلك دعاوى قضائية ضد وسائل إعلام مُنتقدة، وهجمات على الجامعات، وفصل جماعي لموظفين حكوميين – كدليل على عزم إدارته على ترسيخ سلطتها.

حذّر ساندرز قائلًا: “إنه يُقاضي وسائل الإعلام التي تنتقده، ويُلاحق مكاتب المحاماة التي لديها عملاء كانوا ضده، ويُلاحق الجامعات التي تُدرّس موادًا دراسية لا تُعجبه، ويُهدد بعزل القضاة الذين يُصدرون أحكامًا ضده، ويُغتصب سلطات كونغرس الولايات المتحدة، هذا الرجل يُريد كل السلطة، إنه لا يؤمن بالدستور، ولا يؤمن بسيادة القانون”.

دور الجمهوريين في الكونجرس

في استشرافه للمستقبل، دعا ساندرز أعضاء مجلسي النواب والشيوخ اللذين يسيطر عليهما الجمهوريون إلى وضع مصلحة البلاد فوق مصلحة الحزب. وحثّ قائلاً: “مستقبل الولايات المتحدة يكمن في أيدي عدد قليل من الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ ممن يدركون أكثر، ويعرفون تماماً ما هو الدستور.

لقد حان الوقت ليدافعوا عن دستورنا وسيادة القانون”، مشدداً على الدور الحاسم الذي تلعبه رقابة الكونغرس والتعاون الحزبي في حماية الديمقراطية الأمريكية.

أحداث لوس أنجلوس.. قادة كاليفورنيا يرفضون نشر الحرس الوطني

جاء تحذير ساندرز في أعقاب رد فعل قوي من مسؤولي كاليفورنيا، بمن فيهم الحاكم جافين نيوسوم، الذي وصف نشر ترامب لألفي جندي من الحرس الوطني في كاليفورنيا بأنه “تحريض متعمد”.

اتهم نيوسوم الحكومة الفيدرالية بالسعي إلى إثارة الفوضى بدلاً من معالجة أي نقص حقيقي في أفراد إنفاذ القانون، قائلاً للسكان: “لا تعطوهم واحداً”.

تمثل هذه الخطوة أول نشر فيدرالي بهذا الحجم في لوس أنجلوس منذ أعمال الشغب التي اندلعت عام 1992 عقب تبرئة ضباط الشرطة من تهمة ضرب رودني كينغ.

أمة على حافة الهاوية وسط حملة قمع غير مسبوقة للهجرة

خلال عطلة نهاية الأسبوع، اهتزت مدينة لوس أنجلوس باحتجاجات واسعة النطاق ردًا على ما وصفه النقاد بمداهمات هجرة قاسية تستهدف مجتمعات المهاجرين. وتصاعدت حدة التوترات مع ظهور صور القوات المسلحة التي تجوب شوارع المدينة، مما أعاد إلى الأذهان لحظات أزمات سابقة في التاريخ الأمريكي.

يخشى الكثيرون من أن تؤدي تكتيكات الإدارة العدوانية المتزايدة إلى مزيد من تآكل ثقة الجمهور وتأجيج الاضطرابات في المجتمعات المهمشة أصلًا.

اقرأ أيضا.. أمريكا تهمش أوروبا وتتجه نحو الخليج لدفع المحادثات النووية مع إيران