السويدي يخطط لإنشاء صناعات استراتيجية تشمل أنظمة الري الذكي وتصنيع كابلات السيارات الكهربائية.

في خطوة تعكس التوجه نحو تعميق الصناعة المحلية وتعزيز الأمن الغذائي والتكنولوجي، أعلنت مجموعة السويدي إليكتريك عن تحركات استراتيجية لتوطين صناعتين محوريتين في مصر: أنظمة الري الذكي، ومكونات السيارات، عبر تدشين مشروعات إنتاجية كبرى في الفيوم والعين السخنة بالشراكة مع جهات سيادية ومؤسسات وطنية.

مجمع الري المحوري الذكي في العين السخنة

يقع المشروع الأول في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث دشنت المجموعة بالشراكة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية مصنعًا ضخمًا على مساحة 120 ألف متر مربع لإنتاج أجهزة الري المحوري الذكي “Pivot” وأجهزة زراعية أخرى مستقبلًا، تحت الاسم التجاري السويدي وطنية.

ويُعد المصنع هو الأول من نوعه في مصر، ويهدف لإنتاج ما بين 2,400 إلى 3,000 وحدة سنويًا من طراز “Delta Pivot”، بخبرة مصرية وبمكون محلي يصل إلى 65% في مرحلته الأولى، مع خطط لزيادته إلى 80% خلال السنوات المقبلة.

ويُستخدم الجهاز في استصلاح الأراضي الزراعية الكبرى ويتميز بأنه يعمل بأنظمة تحكم ذكية عن بُعد، وقد تم بالفعل توريد مئات الوحدات إلى مشروعات استراتيجية مثل توشكى، شرق العوينات، الضبعة، الدلتا الجديدة، ووادي الشيح، ليغطي ما يقرب من 200 ألف فدان من الأراضي المستصلحة.

وفي إطار خطة التوسع، تم توقيع بروتوكول تمويل مع البنك الزراعي المصري لدعم الفلاحين والمشروعات القومية في التحول إلى نظم ري ذكية. كما بدأت المجموعة خطواتها الأولى نحو تصدير الأجهزة إلى ليبيا والعراق والجزائر والسودان، ضمن استراتيجية لتوسيع النفاذ للأسواق الإقليمية.

مصنع ضفائر كهربائية في الفيوم لدعم صناعة السيارات

وفي محور آخر لا يقل أهمية، حصلت مجموعة السويدي على موافقة حكومية نهائية لتخصيص 22.6 فدان في منطقة منشأة كمال بمحافظة الفيوم، لإقامة مجمع صناعي لإنتاج الضفائر الكهربائية، المستخدمة في الأجهزة المنزلية والسيارات.

ويُنفذ المشروع بالتكامل مع مشروعات قائمة مثل مصنع يازاكي الياباني لضفائر السيارات، مستفيدًا من موقع استراتيجي قرب خط القطار الكهربائي السريع وشبكة الطرق الجديدة التي تربط الفيوم بالعاصمة والمدن الصناعية.

ويستهدف المصنع تلبية احتياجات السوق المحلي من مكونات السيارات الكهربائية والتقليدية، والمساهمة في تنفيذ برنامج توطين صناعة السيارات، وذلك من خلال تصنيع الضفائر وعوازل الكهرباء بأنواعها، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

تحالف بين الصناعة الوطنية والرؤية الحكومية

تعكس هذه التحركات الشراكة الوثيقة بين القطاع الخاص الصناعي ممثلًا في مجموعة السويدي، ومؤسسات الدولة السيادية والتنفيذية، لتوطين صناعات استراتيجية تخدم أولويات الأمن الغذائي، وتدعم مستهدفات الرخصة الذهبية، وتحفّز التصنيع التصديري في قطاعات متقدمة تكنولوجيًا.

اقرأ أيضا.. رغم ترتيبه الأول عالميًا.. الجيش الأمريكي يرفض الاستغناء عن هذه الهليكوبتر منذ 52 عامًا

وتأتي هذه المشروعات في إطار خطة الدولة لتحويل مصر إلى قاعدة إقليمية للتصنيع الزراعي والصناعات المغذية للسيارات، والوصول بنسبة المكوّن المحلي إلى مستويات تضمن استدامة النمو وتقوية الميزان التجاري.