هجوم جوي إسرائيلي على عرض البحر.. ما مصير سفينة الحرية “مادلين”؟

في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة حول العالم تعرَّضت “سفينة الحرية” مادلين، التي كانت تقلّ ناشطين دوليين متجهين إلى غزة لهجوم من قوات إسرائيلية في المياه الدولية، فجر الاثنين.
وجاء الهجوم بينما كانت تقترب من سواحل القطاع في محاولة رمزية لكسر الحصار البحري المفروض عليه، وتوصيل مساعدات إنسانية محدودة.
قوات خاصة إسرائيلية تقتحم السفينة مادلين
تحالف “أسطول الحرية” أعلن أن السفينة “مادلين” تعرّضت لمحاصرة من زوارق حربية إسرائيلية، قبل أن تُطلق طائرات مسيّرة من نوع “كوادكوبتر” مادة بيضاء مهيّجة على سطحها.
أعقب ذلك، وفق التحالف، صعود قوات خاصة إسرائيلية إلى متن السفينة والسيطرة عليها بالكامل، في حين انقطعت الاتصالات بالطاقم والركاب.
التحالف وصف العملية بأنها “اختطاف منظم” بحق متطوعين مدنيين، وحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، داعياً الدول الغربية إلى التدخل العاجل للإفراج عنهم.
من كانوا على متن السفينة مادلين؟
سفينة “مادلين” كانت تقل ناشطين دوليين بارزين، على رأسهم السويدية جريتا ثونبرج، المعروفة بحملاتها ضد تغيّر المناخ، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، إلى جانب الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، الذي اشتهر بدوره في مسلسل “صراع العروش”.
كما كانت تضم طاقماً من الصحفيين والنشطاء الإنسانيين من دول أوروبية عدة، شاركوا في هذه المهمة الرمزية بهدف تسليط الضوء على معاناة سكان غزة تحت الحصار.
في رسالة مصورة بثها التحالف، قالت ثونبرج:”إذا وصلكم هذا الفيديو، فهذا يعني أننا اختُطفنا في المياه الدولية من قبل القوات الإسرائيلية… أطالب الحكومة السويدية بالتحرك العاجل للإفراج عنا”.
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي
المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الفلسطينيين، فرانشيسكا ألبانيزي، أكدت أنها كانت على تواصل مباشر مع قبطان السفينة لحظة الاقتحام،
وقالت: إنها سمعت أصوات جنود يتحدثون بالعبرية قبل أن ينقطع الاتصال.
بدورها، قالت النائبة ريما حسن، في تسجيل صوتي قبل الهجوم، إن طائرات بدون طيار إسرائيلية كانت تحوم فوق السفينة، ثم ألقت “مادة بيضاء غير معروفة” سبّبت تهيّجًا، ما أثار حالة من الهلع بين الركاب.
بيان إسرائيلي بعد احتجاز السفينة مادلين
وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت بيانًا مقتضبًا أكدت فيه احتجاز السفينة، وقالت إنه “تم اقتيادها إلى أحد الموانئ الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن جميع الركاب سيتم إعادتهم إلى بلدانهم “بموجب الإجراءات القانونية”.
وأضاف البيان أن “المنطقة البحرية قبالة غزة مغلقة أمام السفن غير المرخص لها، وأن محاولة خرق الحصار تُعد عملاً غير قانوني وخطرًا أمنيًا”.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فصرّح بأنه هو من أصدر الأوامر باعتراض السفينة، قائلاً:
“لن نسمح لأحد بكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة. عليهم أن يعودوا من حيث أتوا”.
مساعدات رمزية
بحسب “تحالف أسطول الحرية”، فإن السفينة “مادلين” لم تكن سوى مبادرة رمزية، وكانت تحمل شحنة بسيطة من المساعدات، تشمل أكياس أرز ومسحوق حليب مخصص للأطفال، إلى جانب رسائل تضامن من الشعوب الأوروبية لسكان غزة المحاصرين.
التحالف أشار إلى أن الرحلة كان من المفترض أن تبقى سلمية بالكامل، وأن المشاركين أعلنوا مسبقاً استعدادهم للخضوع للتفتيش، وأن هدفهم الوحيد هو “كسر جدار الصمت الدولي عن المجاعة في غزة”.
عودة إلى مشهد “مرمرة”؟
الحادثة تعيد إلى الأذهان مأساة عام 2010، حين اقتحمت قوات إسرائيلية السفينة التركية “مافي مرمرة”، وقتلت عشرة متضامنين كانوا يحاولون كسر الحصار البحري على القطاع ضمن “أسطول الحرية” آنذاك.
اليوم، وبعد أكثر من عقد، يتكرر المشهد مع “مادلين”، وسط أجواء إقليمية مشتعلة، وحرب مفتوحة على غزة دخلت شهرها التاسع.
دعوات أممية للتحقيق
بعد الحادثة، عبّرت جهات أممية عن “قلق بالغ” من اعتراض السفن المدنية في المياه الدولية، داعية إلى فتح تحقيق مستقل حول ما وصفته “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.
في المقابل، لم تصدر حتى الساعة ردود فعل رسمية من الحكومات الأوروبية المعنية، رغم المناشدات الصادرة من أهالي المحتجزين ومنظمات حقوقية دولية.
اقرأ أيضًا: إسرائيل تهدد بمواجهة أسطول الحرية مادلين.. هل تتكرر كارثة السفينة مرمرة؟