الصين تختبر دبابة هجينة تعمل بالديزل والكهرباء من طراز Type 99A.. هل ستكون متفوقة على الدبابات التقليدية؟

الصين تختبر دبابة هجينة تعمل بالديزل والكهرباء من طراز Type 99A.. هل ستكون متفوقة على الدبابات التقليدية؟

أفادت تقارير أن جيش التحرير الشعبي الصيني يختبر حاليًا دبابة هجينة جديدة، تعمل بمحرك ديزل تقليدي إلى جانب نظام دفع كهربائي يعتمد على البطاريات.

هذه الخطوة تعكس توجه الصين الاستراتيجي لتحديث قواتها البرية عبر تقنيات متقدمة تجمع بين الكفاءة البيئية والتكتيكية، بما يواكب متطلبات ميادين القتال الحديثة.

الصين تختبر دبابة هجينة للعمل في بيئات جغرافية صعبة ومدى 650 كم

وتجمع الدبابة بين محرك ديزل تقليدي ونظام كهربائي، بهدف تعزيز الأداء الميداني وتقليل استهلاك الوقود.

وقد أظهرت الوثائق أن المدى التشغيلي لهذه الدبابة يتراوح بين 600 و650 كم قبل الحاجة لإعادة التزويد بالوقود.

تسعى الصين من خلال هذا المشروع إلى الاستفادة من مزايا الدفع المزدوج، خاصة في البيئات التي تؤثر فيها العوامل الجغرافية على كفاءة المحركات التقليدية، مثل مناطق الهضاب ذات الارتفاعات العالية.

ويُتوقع أن يوفر النظام الهجين مرونة تشغيلية أكبر، خصوصًا في البيئات الجبلية، ويقلل في الوقت نفسه من الضوضاء والانبعاثات؛ مما يُسهم في تحسين قدرة الدبابة على التمويه والمناورة.

منصة هجينة قائمة على  Type 99A

تشير المؤشرات إلى أن المنصة الجديدة تستند إلى الهيكل الأساسي لدبابة Type 99A، وهي دبابة قتال رئيسية ثقيلة مزودة بمحرك ديزل بقوة 1500 حصان ومدفع أملس عيار 125 ملم.

ويبدو أن النموذج الهجين يختبر ما يُعرف بمفهوم “المدى الكهربائي الممتد” (EREV)، حيث يعمل المحرك الكهربائي جنبًا إلى جنب مع وحدة الاحتراق الداخلي لتوفير طاقة متجددة وتحسين الأداء الكلي.

دبابة Type 99A الصينية الهجينة .. هل تتفوق على تجارب أوروبا وأمريكاترتيب الدول العربية في أسطولها البحري.. من يتسيّد البحار؟

الأداء في المرتفعات وساحات القتال المعقدة

تهدف هذه المنصة إلى تقديم أداء أفضل في التضاريس المرتفعة مثل هضبة التبت، وهي مناطق تعاني فيها الدبابات التقليدية من تراجع في القوة بسبب انخفاض كثافة الهواء.

وقد يمثل هذا التطور نقلة نوعية مقارنة بدبابات صينية أخف مثل  Type 15، والتي صُممت أيضًا للعمل في مثل هذه البيئات ولكن بإمكانات أقل من ناحية التسليح والتدريع.

مزايا التكامل الكهربائي في العمليات العسكرية

يمنح النظام الهجين قدرة أعلى على دعم أنظمة قتالية حديثة مثل أجهزة الحرب الإلكترونية، والرادارات المتقدمة، والأسلحة الموجهة بالليزر، التي تحتاج إلى طاقة مستقرة وكبيرة.

كما يتيح إمكانية التشغيل الصامت في بعض السيناريوهات، مما يعزز من فرص تنفيذ عمليات مباغتة أو كمائن.

الصين في سباق التقنية العالمية

الدفع الهجين ليس فكرة جديدة في المجال العسكري، فقد سبق للولايات المتحدة أن طرحت مشاريع مشابهة في المركبات القتالية، لكنها لم تصل إلى مرحلة الإنتاج الواسع بسبب تعقيدات الصيانة والوزن الإضافي.

كما جربت بعض الدول الأوروبية تقنيات مماثلة ضمن عربات مدرعة متوسطة، لكن دخول الصين على خط تطوير دبابة قتال رئيسية هجينة قد يعكس تحوّلًا أعمق في العقيدة القتالية والقدرة الصناعية.

تحديات فنية وتكتيكية

رغم المزايا، تواجه الدبابات الهجينة تحديات كبيرة مثل تعقيد أنظمة الدفع، ووزن البطاريات، وصعوبة الصيانة في الظروف القتالية.

كما أن البيئة التشغيلية المتغيرة قد تفرض قيودًا على أداء البطاريات تحت الضغط والحرارة الشديدة، وهو ما يتطلب تقنيات تبريد وإدارة طاقة متقدمة.

انعكاسات استراتيجية

قد يحمل هذا التطور أبعادًا استراتيجية كبيرة في المواجهة المحتملة مع الهند، خاصة في مناطق مثل لاداخ التي شهدت توترات حدودية متكررة.

فبينما تعتمد الهند على دبابات T 90 ذات الأداء الضعيف نسبيًا في الارتفاعات، يمنح النظام الهجين الصين ميزة عملياتية حقيقية.

كما أن اعتماد مثل هذه المنصات يعكس نية الصين تعزيز حضورها في المحيطين الهندي والهادئ، مع جاهزية أكبر لمعارك غير تقليدية تتطلب مرونة تكنولوجية عالية.

ما الذي يمكن أن نتوقعه؟

حتى الآن، لم يصدر تأكيد رسمي من وزارة الدفاع الصينية، ويبدو أن الدبابة لا تزال في مرحلة التجريب الأولي.

لكن في حال نجاح المشروع، قد يشكل نقطة تحول في تصميم الدبابات عالميًا، ويعيد تعريف معايير القوة والفعالية لمنصات القتال الثقيلة في العقود القادمة.

اقرأ أيضًا: ترتيب الدول العربية في أسطولها البحري.. من يتسيّد البحار؟