اقتراح إيراني حديث بشأن المفاوضات النووية: هل هو مناورة سياسية أم بداية تحول إيجابي؟

اقتراح إيراني حديث بشأن المفاوضات النووية: هل هو مناورة سياسية أم بداية تحول إيجابي؟

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن طهران ستقدم قريبًا مقترحًا مقابلًا للمقترح الأمريكي المتعلق بالمفاوضات النووية، وذلك عبر وساطة سلطنة عمان، في خطوة تأتي بعد رفض إيران للمبادرة الأمريكية الأخيرة التي وصفتها بـ”غير المقبولة”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي، إن المقترح الأمريكي الأخير “لم يعكس ما توصلت إليه جولات المفاوضات السابقة”، مؤكدًا أن بلاده تعمل على إعداد مقترح “معقول ومنطقي ومتوازن” سترسله للجانب الأمريكي بواسطة سلطنة عمان.

وأضاف بقائي: “قبل رفع العقوبات، علينا التأكد من أن إيران ستستفيد اقتصاديًا وعلى نحو فعال، وأن علاقاتها المصرفية والتجارية مع الدول الأخرى ستعود إلى طبيعتها”.

ضغوط على إيران

وتواجه إيران ضغوطًا متزايدة من الوكالة، التي طالبت طهران بتوضيحات حول أنشطة نووية مشبوهة ومواقع غير مصرح بها.

ووفق محللين، فإن تحرك طهران الجديد يندرج في سياق محاولة امتصاص التصعيد المحتمل من مجلس محافظي الوكالة، عبر طرح مقترحات شكلية لا تحمل مضمونًا عمليًا.

خلافات المفاوضات النووية

وكانت إيران قد بدأت بالفعل في صياغة رد رسمي على المقترح الأمريكي المقدم في أواخر مايو الماضي.

وقال دبلوماسي إيراني إن الخلافات لا تزال قائمة بشأن عدة قضايا محورية، أبرزها استمرار تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وشحن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، إلى جانب الخطوات العملية لرفع العقوبات الأمريكية.

خامنئي يرفض المقترح الأمريكي حول المفاوضات النووية

الأسبوع الماضي، رفض المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، المقترح الأمريكي ووصفه بأنه “يتعارض مع مصالح البلاد”، متعهدًا باستمرار عمليات تخصيب اليورانيوم، التي ترى فيها قوى غربية مقدمة لصنع سلاح نووي، بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط.

حتى الآن، لم تُعلن أي تفاصيل بشأن موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، ما يعكس الجمود الحالي في مسار التفاوض. ومع ذلك، لا تزال سلطنة عمان تلعب دور الوسيط النشط بين الجانبين، في محاولة للحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة.

اتهامات متبادلة

في خضم التصعيد الدبلوماسي، وجّهت طهران انتقادات شديدة إلى إسرائيل، متهمةً إياها بمحاولة إفشال المحادثات النووية.

وقال بقائي إن “المجتمع الدولي يجب أن يتحرك لنزع السلاح النووي الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أن بلاده تمتلك وثائق حساسة تُثبت أن إسرائيل تعمل على تطوير برنامج نووي عسكري.

وأضاف أن “الأطراف المتفاوضة ينبغي عليها ألا تسمح لإسرائيل بعرقلة العمليات الدبلوماسية”، في إشارة واضحة إلى جهود تل أبيب لإقناع الدول الغربية بعدم المضي في التفاهم مع طهران.

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب في عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران وست قوى عالمية، ما أدى إلى إعادة فرض عقوبات مشددة على طهران. وردت الأخيرة بزيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم، متجاوزة حدود الاتفاق السابق، ومقلقة بذلك المجتمع الدولي.

وتتهم إيران الغرب بازدواجية المعايير، إذ ترى أن القوى الكبرى تغض الطرف عن البرنامج النووي الإسرائيلي، بينما تمارس ضغوطًا متزايدة على طهران.

هل تنجح طهران في كسر العزلة ؟

في ظل هذه المعطيات، يبقى التساؤل: هل المقترح الإيراني المرتقب هو محاولة جادة لإنقاذ المسار الدبلوماسي؟ أم أنه مجرد تكتيك مؤقت للتهرب من الضغوط، في انتظار متغيرات دولية؟

المؤشرات حتى الآن ترجح الاحتمال الثاني، خاصة في ظل غياب مؤشرات على وجود تفاهمات جوهرية جديدة بين طهران وواشنطن.

هجوم بالطائرات والمسيرات الإسرائيلية في عرض البحر.. ماذا حدث لـ سفينة الحرية “مادلين”؟