تايوان تستعد لحرب الصين.. خطة استخدام سلاسل متاجر7-إلفن كمراكز حرب

القاهرة (خاص عن مصر)- مع استمرار تصاعد التوترات مع الصين، تتخذ تايوان خطوات لاستخدام سلاسل متاجر7-إلفن كمراكز حرب لضمان استعداد سكانها المدنيين لأي صراع عسكري محتمل.
وفقا لما نشرته الجارديان، يجري حاليًا تطوير خطة استراتيجية فريدة من نوعها، تتضمن سلاسل متاجر7-إلفن – 7-Eleven الواسعة في الجزيرة، والتي يمكن أن تكون بمثابة مراكز حيوية خلال الحرب.إعلان
تهدف هذه المبادرة، التي تندرج ضمن استراتيجية تايوان الأوسع نطاقًا “للدفاع عن مرونة المجتمع ككل”، إلى تعزيز التأهب الوطني من خلال دمج الشركات الخاصة في الاستجابة الوطنية للتهديدات المحتملة، بدءًا من انقطاع التيار الكهربائي ووصولًا إلى انقطاع الاتصالات.
سلاسل متاجر7-إلفن: مركز مجتمعي في الأزمات
وضعت حكومة تايوان خططًا قد تدفع المواطنين إلى التوجه إلى سلاسل متاجر7-إلفن المحلية في حال وقوع هجوم عسكري صيني. يمكن لهذه المتاجر، التي يزيد عددها عن 13000 متجر في جميع أنحاء الجزيرة، أن تلعب دورًا حاسمًا في توزيع الحصص الغذائية والإمدادات الطبية واتصالات الطوارئ.
وفقًا لأفراد مطلعين على المناقشات، في حال حدوث حصار أو هجمات إلكترونية تؤدي إلى قطع خدمات الإنترنت والهاتف، يمكن أن تعمل هذه المتاجر أيضًا كقناة لتوصيل الرسائل الحكومية، ربما عبر الفاكس أو من خلال نقاط اتصال الطوارئ.
يستمد هذا المفهوم من تجربة تايوان خلال جائحة كوفيد-19، حيث ساعدت متاجر التجزئة في توزيع الكمامات على الجمهور خلال فترات النقص الحاد. وبينما تتطلب لوجستيات تحويل متاجر7-إلفن إلى مراكز عسكرية تحضيرات مكثفة، فقد حظيت الفكرة بالفعل باهتمام قطاعي الأمن القومي والمدني في تايوان.
شكل الرئيس التايواني لاي تشينغ تي لجنة من كبار الوزراء والمنظمات غير الحكومية وقادة الأعمال لضمان قدرة المجتمع التايواني على الصمود في وجه الكوارث الطبيعية والتهديدات العسكرية.
استراتيجية شاملة لتعزيز المرونة
لا تقتصر استراتيجية تايوان لتعزيز المرونة على التعبئة المدنية فحسب؛ بل هي أيضًا نهج متعدد الجوانب لتأمين البنية التحتية والاتصالات وإمدادات الطاقة في البلاد.
نظراً لضعف تايوان أمام الحصار الخارجي، وخاصةً استهداف إمدادات الطاقة، ركزت الحكومة على تنويع مصادرها للطاقة. تستورد تايوان ما يقرب من 97% من طاقتها، مما يجعلها عرضة بشدة لانقطاع الإمدادات في حال الحصار.
أبرز خبراء الطاقة، ومنهم الدكتور وين لينغ تو، عضو اللجنة المعنية بالبنية التحتية الحيوية، الحاجة الملحة لتايوان لتعزيز أمنها الطاقي. فشبكة الكهرباء التايوانية، التي تعتمد حالياً على خطوط نقل طويلة ومركزية، معرضة بسهولة للتعطيل من خلال هجمات موجهة.
أوصت اللجنة بتعزيز إنتاج الطاقة المتجددة وتنويع مصادر الطاقة لضمان استمرار عمل البلاد خلال الأزمات.
ثغرات الاتصالات ومخاوف الأمن السيبراني
تتعرض البنية التحتية للاتصالات في تايوان أيضاً لتهديد كبير، لا سيما من الهجمات الإلكترونية الصينية. ووفقاً للتقارير، نفذت الصين ما معدله 2.4 مليون هجوم إلكتروني يومياً على حكومة تايوان في عام 2024، مستهدفةً كل شيء من المواقع الإلكترونية الحكومية إلى أنظمة البنية التحتية الحيوية.
أقرّ المسؤولون التايوانيون بالفعل بأن هذه الهجمات قد تستهدف الكابلات البحرية وتُعطّل خدمة الإنترنت.
واستجابةً لذلك، تعمل تايوان على تطوير شبكة أقمار صناعية خاصة بها في مدار أرضي منخفض، وقد دخلت في شراكات مع كيانات تجارية دولية أخرى لتحسين الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. ومع ذلك، لا يزال هناك تحدٍّ كبير: كيفية الحد من حملات التضليل الإعلامي.
تُعتبر وسائل الإعلام التايوانية عرضة للأخبار الكاذبة والتأثير الصيني، مما يجعل من الضروري للحكومة تطبيق تدابير أكثر صرامة لمكافحة التلاعب الأجنبي بالرأي العام.
الدفاع المدني في الميدان: دور القطاع الخاص ودعم المجتمع
يُعدّ دور الشركات الخاصة، بما في ذلك متاجر7-إلفن وغيرها من متاجر التجزئة، محوريًا في استراتيجية تايوان للاستعداد للحرب.
يشارك القطاع الخاص بنشاط في المناقشات حول كيفية دعم الدفاع الوطني، حيث يُطلب من الشركات النظر في توفير المأوى والإمدادات الطبية وتخزين السلع الأساسية. يضمن هذا الجهد التعاوني صمود السكان المدنيين في مواجهة أي عمل عسكري محتمل، مع الحفاظ على الخدمات الأساسية.
بدأت حكومة تايوان بالفعل بتنظيم مبادرات للدفاع المدني، بما في ذلك مراكز إغاثة من الكوارث، وملاجئ إخلاء، وملاجئ للغارات الجوية. تُعدّ هذه الإجراءات جزءًا من خطة تايوان طويلة الأمد للتأهب، والتي تشمل تدريبات وتمارين دورية تهدف إلى اختبار قدرات الاستجابة في البلاد وتحسينها.
الانقسامات السياسية والتحديات المستقبلية
على الرغم من التفاؤل المحيط بهذه الجهود، فإن استعداد تايوان لصراع محتمل لا يخلو من التحديات. فقد أدى الاستقطاب السياسي داخل تايوان إلى تعقيد تنفيذ المبادرات الرئيسية، حيث خفضت أحزاب المعارضة ميزانيات مشاريع البنية التحتية الأساسية.
يُقوّض الانقسام السياسي قدرة البلاد على العمل بتماسك في أوقات الأزمات، وهي نقطة أكد عليها بويو تسنغ، المستشار في منظمة “دبل ثينك لاب” غير الحكومية. وأشار تسنغ، مسلطًا الضوء على خطر الخلاف الداخلي الذي يعيق قدرة تايوان على الصمود، قائلاً: “عندما يزداد الاستقطاب، تزداد الفوضى، وعندما تزداد الفوضى، تضعف”.