نجوم مايو: صلاح أبو سيف بدأ مسيرته كملحن وكان قريبًا من ارتكاب جريمة قتل بسبب فيلم “العزيمة”

فى 10 مايو من عام 1915، ولد صلاح أبو سيف، رائد الواقعية في السينما المصرية، الذي لم يتخيل أحد ولا حتى ناظر مدرسته أنه سيصبح لاحقًا أحد أعمدة الفن السابع في العالم العربي.
أسرار في حياة صلاح أبو سيف
يحكي صلاح أبو سيف في أحد حواراته النادرة عن أيام دراسته بمدرسة التجارة، حيث لم يكن كباقي زملائه الذين انشغلوا بالمجلات السياسية والفكاهية للبحث عن أسباب للإضراب أو الزوغان، بل كان شغوفًا بمجلة سينمائية أجنبية شهيرة في ذلك الوقت تُدعى بكتشر جوير، لدرجة أنه كان يوفر من مصروف المواصلات ويقطع المسافة من بولاق إلى مدرسة الضاهر مشيًا على أقدامه فقط ليشتريها أو يذهب للسينما.
ماذا قال له ناظر المدرسة؟
ودفعه عشقه للسينما لإعجابه الشديد بالفرقة الموسيقية المصاحبة للأفلام الصامتة، فولدت لديه فكرة تلحين مقطوعة فرنسية مدرسية، حيث يقول أبو سيف : مدرس اللغة الفرنسية أعطانا قطعة بعنوان الحرف، ولم يفهمها أحد، وكان المدرس قاسيًا، فقررت أن أُلحن المقطوعة، وسهرت ليلة كاملة حتى خرجت باللحن، ثم جمعت زملائي وبدأوا في حفظها، وانتشر الأمر في المدرسة، حتى وصل إلى الناظر الذي استدعاني قائلاً له بسخرية : انت أحسن لك توفر فلوس أهلك وتشتغل في روض الفرج.
وبعد التخرج، قرر صلاح أبو سيف أن يطرق أبواب السينما، فدخل إلى ستديو مصر، وبدأ رحلته في قسم المونتاج، وأثناء ركوبه الترام في أحد الأيام، تصادف أن التقى بالناظر ذاته، فسأله الأخير ساخرًا : أكيد بتشتغل في روض الفرج؟، فأجابه صلاح مبتسمًا: لا يا فندم، في حاجة قريبة منه، بشتغل في ستديو مصر، فرد الناظر: يعني بتشتغل كومبارس؟!
وجد أبو سيف نفسه ـ كما يصف ـ أمام سؤال محرج، فإن أجاب بالإيجاب لن يُصدق، وإن نفى فلن يُفهم، فالمونتاج حينها كان مهنة غير مفهومة للكثيرين، ولحسن الحظ، تدخل الكمسري في اللحظة المناسبة، فاستغل صلاح الموقف وقال : أنا نازل هنا، وترك الناظر وهرب.
جريمة قتل بسبب فيلم
وأثناء عمل صلاح أبو سيف في استوديو مصر، تعرف على المخرج كمال سليم خلال تحضير فيلم العزيمة، وعمل معه مساعد مخرج في الفيلم، الذي واجه معارضة شرسة من مدير الاستوديو الألماني فريتز كرامب، وحاول إيقافه مبررًا ذلك بأن إنتاج هذا الفيلم سيؤدي لخسائر مادية.
وروي صلاح أبو سيف في مذكراته، انه اجتمع مع كمال سليم وبعض الزملاء ووصل بهم الحال لدرجة التفكير في قتل كرامب لتنفيذ الفيلم، مع تكليف أبو سيف بتنفيذ المهمة، لكن الأزمة انتهت بتدخل لجنة من بنك مصر وخرج فيلم العزيمة إلى النور وحقق نجاحًا هائلًا، حتى أنه يُصنف رقم 1 فى قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.