38 عاماً من التحديات في مهمة رسمية .. كواليس صراع أحمد زكي مع القردة ومطاردة الحيوانات

في يوم 28 مايو عام 1987، والذي كان يوافق عيد الفطر، عٌرض لأول مرة فيلم أربعة في مهمة رسمية، على شاشات السينما، الفيلم الذي قدم من خلاله على عبدالخالق تجربة كوميدية مختلفة، بالتعاون مع أحمد زكي، نجاح الموجي ، نورا، و3 حيوانات كان ظهورهم بمثابة بطولة سينمائية.
قصة الفيلم
يحكي الفيلم قصة موظف حكومي بسيط، حلم يوما بالسفر إلى اليونان للعمل في السياحة، لكنه يجد نفسه عالقا في وظيفة روتينية بمصلحة حكومية، فتتغير حياته حين يكلف بمهمة رسمية لتسليم تركة مكونة من قرد، حمار، ومعزة إلى بيت المال بالقاهرة، وتبدأ رحلة مليئة بالمفارقات الساخرة والعبثية.
كواليس طريفة.. واخرى مخيفة
بين ضحك الجمهور وتقدير النقاد، يبقى فيلم أربعة في مهمة رسمية، أحد أكثر الأعمال جرأة وتميزا في مسيرة السينما المصرية، لا بسبب قصته الغريبة فقط، بل لما حملته كواليسه من مشقة وتفاصيل إنسانية غير مألوفة، بطلها النجم أحمد زكي، الذي دفع ثمن تفانيه الفني من صحته وجسده.
قبل بدء التصوير، كان قد أجرى زكي عملية إزالة المرارة في لندن، لكن توتره الزائد تجاه الفيلم أدى إلى تأخر التئام الجرح، الذي أصيب بالصديد، واضطر للبقاء في المستشفى 40 يوما بدلا من أسبوعين، دون أن يوقف انشغاله بالمشروع.
مشقة يومية
أما المشقة اليومية فكانت القردة، التي كانت جزءا من التركة، والتي وصفها المخرج على عبدالخالق، بأنها ذكية ومزعجة في آن واحد، إذ كانت تنقض على زكي بعد كل مشهد، وتعضه من أذنه، ما كان يثير غضبه ويخرجه من اندماجه الكامل في الشخصية، التي كان يؤديها بحساسية عالية.
أحد أصعب لحظات التصوير كانت في قلب ميدان طلعت حرب، حيث فرت الحيوانات من زكي أثناء تصوير مشهد في عز الظهيرة، وركض خلفها وسط الزحام والجمهور المحتشد حول كافتيريا جروبي، لمتابعة المشهد الفوضوي على الهواء.
أجور الحيوانات
اللافت أن الحيوانات نفسها كان لها أجور واضحة، حيث حصل صاحب الحمار والمعزة على 100 جنيه، بينما تقاضى صاحب الشمبانزي 3500 جنيه متفوقا على أجور بعض أعضاء طاقم العمل في الفيلم.
تحديات وأزمات في مواجهة أحمد زكي
ورغم معاناة أحمد زكي لترويض الحيوانات والسيطرة على عصبيته الزائدة بفعل عدم تماثله الشفاء، إلا أن التحدي الأكبر له كان كيفية الخروج من شخصية أنور عبدالمولى وتقمص شخصية الضابط هشام، التى كان يؤديها في فيلم زوجة رجل مهم، فتزامن تصوير الفيلمين جعل أحمد زكي يشعر بضغط نفسي مضاعف، لأنه في بعض الأحيان كان يضطر إلى تصوير مشاهد متفرقة من الفيلمين في نفس اليوم أو حتى يحضر جلسات تحضير لفيلم، عقب انتهاء مشاهد تصوير الفيلم الأخر.
ورغم التحديات، خرج الفيلم كتحفة فنية تمزج بين العبثية والفلسفة، الكوميديا والتأمل، ما جعله واحدًا من أبرز أفلام الواقعية الساخرة في تاريخ السينما المصرية.