ذكرى محمود عبد العزيز: حلمه بمهنة التدريس الجامعي وبدايته كمساعد مخرج مع نور الدمرداش

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير محمود عبدالعزيز، الذي ولد في 4 يونيو 1946.
ولد محمود عبدالعزيز في قلب حي شعبي بسيط في الإسكندرية يدعى حي الورديان، حيث كانت عائلته تعيش حياة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمهنة التموين التي ورثوها عن الأجيال السابقة، فكان جده يعمل في تموين منطقة السلوم، بالسكر والشاي، ووالده تولى مهمة تموين العامرية، وامتد نشاط العائلة حتى مرسى مطروح، مما منح محمود خلفية اجتماعية غنية بالتجارب التى تركت أثرا في مشواره الفني لاحقا.
طفولة مدللة
طفولة محمود كانت مليئة بالدلال والرعاية، خاصة أنه ابن وحيد لأبيه بين سبع بنات، وهو ما جعله محط اهتمام العائلة كلها، فكان يقضي أوقاته يلعب مع أصدقائه في الحي ويروي لهم قصصه المميزة، التي كانت تشعل ضحكاتهم وتؤكد على موهبته الفطرية في سرد الحكايات والتقليد.
موهبة التقليد
منذ أن كان في الروضة بمدرسة نبوية موسى، وحتى انتقاله إلى مدرسة شجرة الدر الإبتدائية، برزت موهبة التقليد عنده بوضوح، حيث اكتشف أحد أساتذته أنه قادر على تقليد زملائه وأهل الحي، وبدأت هذه الهواية تتحول شيئا فشيئا إلى شغف حقيقي بالفن والتمثيل.
نقطة تحول في حياته
كانت لحظة التحول الحاسمة في حياته عندما شارك في مسرحية ما وراء الأفق، التي نالت جائزة أفضل عرض على مستوى مدارس الإسكندرية، أمام لجنة تحكيم ضمت أسماء بارزة في عالم الفن، ومنذ ذلك الحين، لم يكتف محمود بالتمثيل فقط، بل تعلق قلبه بالمسرح وأحلام النجومية.
من مساعد مخرج إلى بطل العمل
رسم القدر لمحمود عبدالعزيز طريقا غير متوقع، حيث تحول من معيد جامعي، يخطط لأن يتخذ سلك التدريس أساسا لعمله، إلى نجم تلفزيوني وسينمائي بعد لقائه صدفة بالمخرج نور الدمرداش، حيث عمل معه مساعدا في مسلسل الدوامة، ولكن سرعان ما قرر الدمرداش، أن يمنحه دورا في المسلسل، فيما جذب اهتمام المنتج رمسيس نجيب الذي منحه البطولة في فيلم حتى آخر العمر، مما فتح له أبواب النجومية بسرعة.
أدوار خالدة
امتدت مسيرة الراحل الكبير إلى أكثر من 203 عمل فني متنوع بين السينما والدراما، قدم خلالها شخصيات أيقونية، من أبرزها رأفت الهجان، وهو الدور الذي خلد اسمه في ذاكرة الدراما المصرية، والشيخ حسني، في فيلم الكيت كات وعبدالملك زرزور، في إبراهيم الأبيض، إلى جانب أفلام كبيرة أخري منها: العار، الكيف، إعدام ميت، والساحر.
آخر أعمال الراحل محمود عبدالعزيز، كان مسلسل رأس الغول، والذي تم عرضه في عام 2016، قبل أن يرحل النجم الكبير عن عالمنا في نفس العام، بعد صراع مع المرض عن عمر 70 عاما، تاركا خلفه تاريخ فني لا يُنسى.