ريّا وسكينة: شادية تطلب الانسحاب بعد أسبوع من العرض بسبب ردود فعل الجمهور

تُعد مسرحية ريا وسكينة التي عُرضت لأول مرة عام 1980، علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري والعربي.
ملتقى النجوم
المسرحية بطولة النجمة الكبيرة شادية في أول وآخر أدوارها المسرحية، والنجمة سهير البابلي، بمشاركة العملاقين عبد المنعم مدبولي وأحمد بدير، وقد نجحت المسرحية في تقديم نوع فريد من الكوميديا السوداء، لتصبح واحدة من أهم وأنجح الأعمال المسرحية في تاريخ الفن العربي، وما زالت تحظى بمشاهدة واسعة وإقبال جماهيري حتى الآن.
أحداث المسرحية
تدور أحداث المسرحية حول القصة الشهيرة للأختين ريا وسكينة التي هزت الإسكندرية في أوائل القرن العشرين، واللتين قامتا بسلسلة من جرائم القتل المتسلسلة لسرقة ضحاياهما، لكن المسرحية لا تقدم القصة بشكل درامي بحت، بل تعمد إلى تحويلها إلى قالب كوميدي ساخر يعتمد على المفارقات والمبالغة في تصوير شخصيات ريا وسكينة وشركائهما، مما ينتج ضحكا مريرا يكشف عن جوانب إنسانية ونفسية للشخصيات.
شويكار تعتذر عن ريا
رُشحت لدور ريا فى البداية، النجمة شويكار، لكنها اعتذرت بعد أن أكد لها زوجها فؤاد المهندس أن المسرحية ستفشل وأن الجمهور لن يتقبلها، وهنا لجأ المخرج حسين كمال لحيلة ليقنع شادية بقبول الدور.
وذكر كمال فى لقاء تلفزيوني أنه كان يواجه تحديا كبيرا في إقناع شادية بالمشاركة في المسرحية لعدة أسباب، منها رهبة شادية من المسرح حيث كانت نجمة سينمائية وغنائية لامعة، لكنها لم تكن قد وقفت على خشبة المسرح من قبل، كانت لديها رهبة كبيرة من الأداء المباشر أمام الجمهور، الذي يتطلب طاقة وتفاعلا مختلفا عن التمثيل السينمائي أو الغنائي.
كذلك خوفها على رصيدها الفني، فقد كانت شادية تدرك قيمة تاريخها الفني ومسيرتها الناجحة في السينما والغناء، وكانت تخشى أن تخوض تجربة جديدة عليها قد تؤثر سلبا على صورتها أو نجاحها.
حيلة حسين كمال لإقناع شادية
وهنا لجأ حسين كمال إلى حيلة ذكية ومؤثرة لإقناعها، وبدلا من أن يطلب منها المشاركة مباشرة، قدم لها النص وقال لها: أريد رأيك في هذه المسرحية، هي مهمة جدا بالنسبة لي، خذي المشهد الأول واقرأيه وقولي لي رأيك.
وعندما قرأت شادية المشهد الأول، أرسل إليها باقى المشاهد، ووجدت في المسرحية تحدي فني كبير، ولأنها تثق في رؤية حسين كمال كمخرج مبدع ومتمكن، وافقت واقتنعت بالمشاركة في المسرحية.
شادية تفكر فى الانسحاب من العرض
بعد أسبوع واحد من انطلاق العرض، فكرت شادية فى الانسحاب بسبب تراجع أعداد الجماهير، وقالت إنها هى السبب وإن الجمهور لا يرغب فى رؤيتها على المسرح، وهنا طلب منها حسين كمال أن تنتظر حتى تبدأ خطة الدعاية للمسرحية، حيث لم يكن قد تم الإعلان عنها فى الصحف والقنوات.
ومع بداية الدعاية للمسرحية بدأ الجمهور يزحف بالمئات على المسرح، وهو ما جعل النجمة الكبيرة تتراجع عن فكرة الانسحاب.