تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل: تبادل التهديدات وارتفاع مستوى التصعيد العسكري بعد تدمير المنشآت النووية.

تواصلت حالة التوتر القصوى بين إسرائيل وإيران، مع تبادل التهديدات والتصعيد العسكري بين الطرفين عقب يوم دامٍ من الضربات المتبادلة يوم الجمعة، ما ينذر بانزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.
في تصريح نقلته شبكة CNN، توعّد مسؤول إيراني رفيع إسرائيل بـ”ليلة حالكة”، مؤكداً أن القوات المسلحة الإيرانية اعترضت عدة طائرات إسرائيلية، وأسقطت إحداها، ونجحت في تحييد العديد من القذائف والطائرات المسيرة.
وأضاف أن “العمليات الهجومية ضد مواقع النظام الصهيوني ستتواصل دون توقف”.
في المقابل، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو خاطب فيه الشعب الإيراني مباشرة، قائلاً إن تل أبيب لا تستهدف المدنيين، بل النظام الحاكم الذي وصفه بالعدو الحقيقي لإيران والمنطقة.
وأضاف أن إسرائيل ستصعّد عملياتها العسكرية، مشيراً إلى أن “النظام الإيراني لا يدرك بعد حجم الضربة التي تلقاها”، ومؤكداً أن القوات الإسرائيلية دمرت منشأة رئيسية لتخصيب اليورانيوم في نطنز، إلى جانب قسم كبير من ترسانة الصواريخ الإيرانية، وقتلت شخصيات بارزة في المجالين العسكري والنووي.
بدوره، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في إفادة أمام مجلس الأمن الدولي أن منشأة تخصيب اليورانيوم السطحية في مجمع نطنز النووي تعرضت للتدمير خلال الغارات الإسرائيلية، وهو تطور بالغ الخطورة قد يغيّر معادلات الملف النووي الإيراني.
وفيما بدا أنه محاولة لطمأنة الشارع، أعلن نتنياهو رفع أوامر البقاء في الملاجئ بعد ساعات من الهجمات، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتز إن إيران “تجاوزت الخطوط الحمراء” حين استهدفت مناطق مأهولة بالسكان داخل إسرائيل بالصواريخ.
في السياق ذاته، نقلت CNN عن مسؤول إسرائيلي لم يُكشف اسمه أن مجلس الوزراء الأمني يجتمع لبحث الرد المناسب على الهجوم الإيراني، مرجّحاً أن تكون الموجة التالية من الرد الإسرائيلي أكثر حدة.
أما الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فقد أعلن في منشور على منصة “إكس” أن الهجوم الإيراني شمل أقل من 100 صاروخ، مشيراً إلى أن معظمها تم اعتراضه، فيما سقط بعضها قبل بلوغ الأهداف. وأضاف أن الأضرار اقتصرت على عدد محدود من المباني، وبعضها نجم عن شظايا صواريخ اعتراضية.
و في ظل هذا التصعيد، تبدو المنطقة على حافة انفجار واسع النطاق، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأمور إلى حرب إقليمية قد تُهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط، وتترك تداعيات اقتصادية وأمنية عالمية جسيمة.