مجلة إسبانية : المغرب مركز ريادي في قطاع التعهيد يحقق نجاحاً دولياً
أبرزت المجلة الإسبانية المتخصصة Parada Visual في تقرير حديث، الدينامية اللافتة التي يشهدها المغرب في قطاع التعهيد (الاستعانة بمصادر خارجية للخدمات)، مؤكدة أن المملكة باتت تكرّس موقعها كمركز استراتيجي وفاعل محوري على الساحة الدولية في هذا المجال الحيوي.
تحت عنوان: “من النجاح المحلي إلى الريادة العالمية: عرض المغرب الجذاب في مجال التعهيد”، تناولت المجلة مكونات الصعود المغربي في هذا القطاع، معتبرة أن نجاحه ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج رؤية استراتيجية تجمع بين الإصلاحات الهيكلية، والاستثمارات المتواصلة، وسياسات تحفيزية دقيقة.
واعتبرت المجلة أن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي الاستثنائي عند أبواب أوروبا، يستفيد من امتياز لوجستي وزمني يعزز جاذبيته لدى كبريات الشركات الدولية الباحثة عن حلول فعالة وقريبة جغرافياً وثقافياً من أسواقها الأوروبية.
من بين أبرز عوامل الجذب التي تميز المغرب، وفق المجلة، توفره على قاعدة بشرية شابة ومؤهلة، ذات تكوين عالٍ وقدرات لغوية متعددة، خاصة في اللغات الفرنسية، الإسبانية، والإنجليزية، مما يفتح أمامه آفاقاً واسعة لخدمة مختلف الأسواق العالمية.
كما أشادت المجلة بالبنية التحتية المتطورة التي يتوفر عليها المغرب في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرة إلى مناطق متخصصة مثل كازا نيرشور وتكنوبوليس الرباط، التي أصبحت تحتضن مراكز خدمات متقدمة تلبي متطلبات كبرى شركات التعهيد.
وأشارت Parada Visual إلى أن تطور قطاع التعهيد في المغرب لم يكن ليتحقق لولا توافر بيئة أعمال مستقرة ومحفزة، مدعومة بإرادة سياسية واضحة ودعم مؤسساتي متين.
كما أن التكاليف التشغيلية المنخفضة نسبياً والخدمات المصممة خصيصاً لمتطلبات قطاعات متنوعة – مثل البنوك، التأمين، صناعة السيارات، الاتصالات والتكنولوجيا – تُعزز من تنافسية المملكة في هذا المجال.
في ختام مقالها، خلصت المجلة إلى أن تنوع خدمات التعهيد المقدمة في المغرب، والقدرة المتزايدة للرأسمال البشري المحلي على تنفيذ مهام معقدة، يعكسان نضج الصناعة المغربية وانتقالها نحو أعلى سلاسل القيمة، وهو ما يعزز موقع المملكة كمرجعية عالمية في مجال التعهيد عالي الجودة.
بهذا، يُواصل المغرب ترسيخ حضوره كمركز متقدم للتعهيد، مراهناً على عنصر الشباب، التكوين الجيد، والبنية التحتية المتطورة، ليصبح وجهة مفضلة لشركات تسعى لتحقيق التميز في بيئة عالمية متغيرة.