البلاديوم يصعد مؤقتًا وسط ضغوط تجارية ومخاوف حول مستقبل الطلب الصناعي
شهدت أسعار البلاديوم ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات يوم الأربعاء، مدعومة بتراجع الدولار أمام معظم العملات الرئيسية.
إلا أن المعدن الصناعي لا يزال يرزح تحت ضغوط متزايدة بفعل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما يضعف من جاذبيته الاستثمارية على المدى القصير.
في هذا السياق، قام بنك UBS بمراجعة توقعاته المستقبلية لأسعار المعادن الصناعية، بما في ذلك الفضة والبلاتين والبلاديوم، مشيرًا إلى أن ضعف الطلب الصناعي والمخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي يُثقل كاهل السوق.
وأوضح جوني تيفز، الخبير الاستراتيجي لدى UBS، أن المعادن الثلاثة لم تواكب الارتفاعات القوية التي سجلها الذهب، مشيرًا إلى أن الفضة والبلاديوم تحديدًا تعرضا لأكبر التخفيضات في التوقعات المستقبلية.
وأضاف في مذكرة تحليلية: “نظرًا لاعتماد هذه المعادن على النشاط الصناعي، فإن تزايد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي ينعكس سلبًا على الطلب والمعنويات الاستثمارية”.
وأكد تيفز أن مراجعة UBS ليست سلبية بالكامل، إذ لا يزال البنك يتوقع تحسنًا في أسعار الفضة مقارنة بمستوياتها الحالية، مع استبعاد سيناريو تباعد كبير بين أداء هذه المعادن والذهب. وأضاف: “نقوم بتعديل توقعاتنا السابقة بشكل واقعي، وليس تبني نظرة تشاؤمية بحتة”.
وفيما يتعلق بالفضة، يرى UBS أنها تظل مرشحة للاستفادة من تحول المستثمرين نحو المعادن البديلة خلال فترات الارتفاعات الذهبية. وأوضح أن أساسيات السوق لا تزال قوية، ولا يُتوقع حدوث فائض إلا في حال تراجع الطلب الصناعي بنحو 30%، وهو ما لم يحدث منذ التسعينيات.
ورغم استمرار حذر المستثمرين، كما يظهر من ثبات تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة مقارنة بارتفاع الذهب بنسبة 7% منذ بداية العام، يعتقد تيفز أن الفضة قد تشهد ارتفاعًا مفاجئًا وسريعًا بمجرد بدء تحركها صعودًا.
كما رجّح أن يُسهم ارتفاع الذهب في دفع المستثمرين نحو خيارات بديلة أقل تكلفة مثل الفضة.
أما بالنسبة للبلاتين، فيرتكز التوجه المستقبلي للأسعار على محدودية العرض، خاصة مع انخفاض الإنتاج وتداول المعدن بأسعار دون 90% من منحنى تكلفة الإنتاج.
ومع ذلك، لا يُخفي تيفز قلقه من غياب طلب قوي على المعدن، مشيرًا إلى أن “الضبابية الاقتصادية العالمية تُعقّد النظرة المستقبلية للبلاتين”.
أما البلاديوم، فيبدو أكثر تأثرًا بتباطؤ الطلب، نظرًا لاعتماد أكثر من 80% من استهلاكه على صناعة السيارات. ويرى تيفز أن التراجع الكبير في مبيعات السيارات قد يؤدي إلى فائض في السوق، مضيفًا أن الأسعار ربما وصلت بالفعل إلى القاع، لكن الانتعاش المتوقع سيكون محدودًا، موضحًا: “الفوائض المحتملة قد تشكل عبئًا طويل الأمد على السوق”.
وفي تطور سياسي قد يُعيد تشكيل مشهد المعادن الصناعية، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا بالتحقيق في ضرورة فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الولايات المتحدة من المعادن الحيوية، في إطار تصعيده للنزاع التجاري مع الصين.
وقد أوكل لوزير التجارة مهمة مراجعة أمنية بموجب المادة 232 من قانون توسيع التجارة لعام 1962، وهو القانون ذاته الذي استخدم سابقًا لفرض رسوم على الصلب والألمنيوم والنحاس.
وأشار ترامب إلى أن الاعتماد المتزايد على واردات المعادن النادرة يعرض الأمن القومي والاقتصاد الأمريكي لمخاطر متزايدة، علمًا أن الولايات المتحدة تمتلك منجمًا واحدًا فقط لهذه المعادن، فيما تأتي الغالبية العظمى من الإمدادات المعالجة من الصين.
على صعيد السوق، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.6% ليصل إلى 99.6 نقطة بحلول الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى عند 100.1 وأدنى مستوى عند 99.3 نقطة.
في حين صعدت العقود الآجلة للبلاديوم تسليم يونيو بنسبة 0.1% لتبلغ 980 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 14:36 بتوقيت غرينتش.