تشديد القيود الأميركية على شرائح الذكاء الاصطناعي يدفع سهم إنفيديا للتراجع

تراجعت أسهم شركة إنفيديا خلال تداولات يوم الخميس، متأثرة بتداعيات القيود الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صادرات شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين، مما أجج التوترات في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وأعلنت الشركة، الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية، أنها ستتكبد خسائر تصل إلى 5.5 مليار دولار نتيجة منع تصدير شريحتها الأحدث H20، المصممة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلى السوق الصينية، التي تُعد من بين أهم أسواقها الدولية.
وتندرج هذه القيود ضمن سياسة أميركية أشمل تهدف إلى الحد من وصول الصين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، في إطار سباق تقني عالمي محتدم. وردًا على ذلك، بدأت إنفيديا بتطوير شرائح بديلة تقترب من الحد المسموح به قانونيًا، دون خرق الضوابط الجديدة.
وأكد متحدث باسم وزارة التجارة الأميركية أن حزمة القيود تشمل أيضًا منتجات مشابهة مثل شريحة MI308 من شركة AMD، مشددًا على أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية الأمن القومي والمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة.
وفي تحرك لاحتواء تداعيات الأزمة، قام الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جينسن هوانغ، بزيارة مفاجئة إلى العاصمة الصينية بكين، حيث أجرى لقاءات مع عملاء محليين كبار، من بينهم مؤسس شركة DeepSeek للذكاء الاصطناعي. وناقش خلال الزيارة سبل تطوير شرائح مخصصة تتوافق مع القيود الأميركية.
كما عقد هوانغ اجتماعًا مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ، أكد فيه على أهمية السوق الصينية بالنسبة لإنفيديا، معربًا عن أمله في الحفاظ على قنوات التعاون، حسب ما نقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية.
وتشير هذه الزيارة إلى أن إنفيديا لا تنوي الخروج من السوق الصينية، بل تسعى لإيجاد بدائل تقنية تحافظ على وجودها هناك رغم التحديات التنظيمية.
وتأتي هذه التحركات بعد قرار رئاسي مفاجئ من ترامب بحظر تصدير شريحة H20 بشكل مباشر، مما دفع الشركة إلى تسريع خطواتها الاستراتيجية في آسيا. وتجدر الإشارة إلى أن إنفيديا حققت مبيعات بأكثر من 17 مليار دولار في السوق الصينية خلال العام الماضي، رغم القيود المتزايدة.
ووفق مصادر مطلعة، فإن زيارة هوانغ جاءت بترتيب رسمي من الحكومة الصينية بعد موافقة مجلس الدولة على طلب إنفيديا بعقد اجتماع في بكين في وقت مبكر من الأسبوع الجاري.
وبحلول الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش، انخفض سهم إنفيديا بنسبة 2.9% إلى 101.4 دولار، في انعكاس مباشر للضغوط الناتجة عن هذه التطورات الجيوسياسية والتجارية.