شراكة استراتيجية بين كندا والمغرب لإحياء منجم أمزميز للذهب

أعلنت شركة Aya Gold & Silver Inc. المدرجة في بورصة تورونتو (TSX: AYA)، عن إتمام صفقة استراتيجية مع شركة Mx2 Mining Inc.، تم بموجبها نقل كامل حقوق مشروع الذهب “أمزميز” الواقع جنوب المغرب، في خطوة تعكس تحوّلاً استثمارياً نحو شراكات أكثر ديناميكية وطموحاً.

هذه الصفقة لم تكن مجرد عملية بيع وشراء، بل تجسيد لرؤية مستقبلية تجعل من الجنوب المغربي بوابة إقليمية لاستكشاف واستغلال الذهب، مدفوعة بمعطيات جيولوجية أولية واعدة، تُقدّر مواردها بـ340 ألف أوقية من الذهب بتركيز فائق يصل إلى 13 غراماً في الطن.

وفي خطوة تؤكد على جديتها، افتتحت Mx2 مقرها الإقليمي في مدينة مراكش، على مقربة مباشرة من موقع المشروع، لتستفيد من البنية التحتية القوية والخدمات اللوجستية المتوفرة، ما يعزز سرعة التنفيذ والمرونة التشغيلية.

كما يشير موقع المدينة إلى نية الشركة التوسع في مناطق استكشاف إضافية داخل المغرب وخارجه، خاصة نحو موريتانيا.

رغم نقل الملكية، لم تغادر Aya Gold & Silver المشهد، بل حافظت على حضور استراتيجي داخل المشروع من خلال امتلاك 42.3% من رأسمال شركة Mx2، وتمثيل قوي عبر مقعدين في مجلس إدارة الشركة الجديدة.

هذا التموضع يعكس انتقال Aya من مشغل مباشر إلى شريك ذكي ومؤثر في صياغة مستقبل المشروع.

وأكد المدير العام لـ Aya، بونوار لا سال، في تصريحه:

“نحن لا نغادر أمزميز، بل نعود إليه بشراكة أكثر كفاءة. Mx2 تملك المقومات الكاملة لتسريع عمليات الاستكشاف، ونحن نواصل التأثير من خلال المساهمة النشطة في الإدارة.”

وقد رافقت الصفقة عملية تمويل بلغت 16 مليون دولار كندي موجهة لعمليات الاستكشاف، ساهمت فيها Aya بمليون دولار، إلى جانب مستثمرين مؤسساتيين آخرين، في مؤشر واضح على ثقة السوق في المشروع وآفاقه المستقبلية.

أما المدير التنفيذي لشركة Mx2، آدم سبنسر، فقد شدد على أن المغرب يُمثل بيئة مثالية للاستثمار المنجمي، قائلاً:

“أمزميز هو مجرد بداية، وطموحنا يمتد إلى مواقع واعدة أخرى في المغرب وشمال إفريقيا، في ظل توفر معطيات جيولوجية مغرية وخبرة محلية كبيرة.”

ويُجسّد هذا التحالف بين الشركتين الكنديتين نموذجاً مبتكراً في صناعة التعدين بالمغرب، حيث تندمج الخبرة التقنية والتمويل الدولي مع التموقع المحلي الاستراتيجي، في وقت تعمل فيه المملكة على ترسيخ مكانتها كقطب منجمي صاعد في القارة الإفريقية.

في ظل ارتفاع الطلب العالمي على المعادن الثمينة، يبدو أن جبال الأطلس لم تُفصح بعد عن كل أسرارها، لكن الاستثمارات الذكية والرهانات الجيولوجية بدأت تفتح أبوابها على مصراعيها.