الكويت تشن حملة على تعدين البيتكوين بسبب أزمة الطاقة المتفاقمة

في تحول دراماتيكي، انتقلت الكويت من كونها إحدى الوجهات الرائدة عالميًا في مجال تعدين العملات الرقمية إلى تبنّي سياسة صارمة لمكافحة هذا النشاط، في ظل ضغوط متزايدة على شبكة الكهرباء الوطنية التي تعاني من أزمة متصاعدة في الطاقة.
ففي الأول من مايو، نفذت وزارة الداخلية الكويتية سلسلة مداهمات استهدفت منازل يُشتبه في استخدامها لأغراض تعدين البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى.
وأسفرت الحملة عن فتح تحقيقات مع أكثر من 60 شخصًا يشتبه في ضلوعهم بأنشطة تعدين غير مرخصة.
وأكدت السلطات أن هذا النشاط يُعد استنزافًا غير قانوني لموارد الطاقة، ما يهدد باستمرار انقطاع التيار الكهربائي في المناطق السكنية والتجارية ويشكل خطرًا على السلامة العامة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه الكويت تحديات هيكلية في قطاع الطاقة، أبرزها تزايد استهلاك الكهرباء بفعل النمو السكاني المتسارع وارتفاع درجات الحرارة، التي تراوحت بين 32 و39 درجة مئوية خلال شهر مايو.
وقد زاد الاعتماد المكثف على أجهزة التكييف من الضغط على البنية التحتية للطاقة، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من أي نشاط يزيد من استهلاك الكهرباء.
وقد كانت تكلفة الكهرباء المنخفضة — التي تبلغ حوالي 2.9 سنتًا للكيلوواط/ساعة — أحد أبرز العوامل التي جعلت الكويت وجهة مفضلة للمعدنين الرقميين، الذين استغلوا هذه الميزة لتشغيل معداتهم بتكاليف زهيدة مقارنة ببلدان أخرى.
لكن الكويت ليست وحدها في هذا المسار. فقد اتخذت دول مثل روسيا والصين إجراءات مماثلة، رغم وفرة الطاقة الرخيصة فيهما، حيث بررت السلطات في كلا البلدين تلك القيود بالضغوط على شبكات الكهرباء، إضافة إلى أهداف بيئية تتعلق بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة في حالة الصين.