شل تدرس الاستحواذ على بي بي في صفقة ضخمة بقطاع الطاقة

شل تدرس الاستحواذ على بي بي في صفقة ضخمة بقطاع الطاقة

تجري شركة “شل” (Shell) مشاورات مع مستشارين ماليين لدراسة إمكانية الاستحواذ على منافستها البريطانية “بي بي” (bp)، في خطوة قد تشكل واحدة من أكبر صفقات الدمج في قطاع النفط على الإطلاق.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن “شل” تترقب انخفاضًا إضافيًا في أسعار النفط وأسهم “بي بي” قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن تقديم عرض رسمي.

وتشهد “شل” منذ أسابيع نقاشات جادة مع مستشاريها حول جدوى الاستحواذ، بينما يظل القرار مرهونًا بتطورات السوق، لا سيما استمرار هبوط سهم “بي بي”، الذي خسر نحو ثلث قيمته خلال العام الماضي بسبب تراجع أسعار الخام وفشل خطة التحول نحو الحياد الكربوني في إقناع المستثمرين.

ورغم أن المباحثات لا تزال في مراحلها المبكرة، إلا أن خيار الاندماج ليس الوحيد المطروح؛ فقد تفضل “شل” مواصلة عمليات إعادة شراء الأسهم واستهداف استحواذات أصغر وأكثر انتقائية.

وفي هذا السياق، لمّح بعض المطلعين إلى أن “شل” قد تترقب خطوة أولى من “بي بي” أو طرف آخر قبل التحرك.

من جهتها، رفضت “بي بي” التعليق على الأنباء، في حين أكد متحدث باسم “شل” التزام الشركة بالتركيز على الأداء والكفاءة وتبسيط العمليات، دون نفي أو تأكيد للخطط المستقبلية.

تاريخيًا، كانت “شل” و”بي بي” خصمين تقليديين بوزن عالمي متقارب، لكن اختلاف الرؤى الاستراتيجية في السنوات الأخيرة أدى إلى تباعد المسارات. تبلغ القيمة السوقية الحالية لـ”شل” نحو 197 مليار دولار، أي أكثر من ضعف قيمة “بي بي” البالغة 70 مليار دولار، ما يجعل الأخيرة هدفًا مغريًا للاستحواذ، خصوصًا في ظل تراجع ثقة المستثمرين.

وتواجه “بي بي” تحديات داخلية منذ تبنيها استراتيجية خفض الانبعاثات في عهد الرئيس التنفيذي السابق برنارد لوني، قبل أن يعلن خلفه، موراي أوكينكلوس، مراجعة شاملة تضمنت العودة إلى الاستثمار في النفط وتعديل برامج إعادة شراء الأسهم.

وكانت شركة “إليوت أسيت مانجمنت”، إحدى أكبر المستثمرين في “بي بي”، قد رفعت حصتها إلى 5% وطالبت بتعديلات جذرية على الاستراتيجية، محذرة من أن وضع الشركة الحالي يجعلها عرضة للاستحواذ.

أما “شل”، تحت قيادة وائل صوان، فقد ركزت على تحسين الأداء المالي من خلال تقليص النفقات والتخلص من وحدات الطاقة المتجددة الضعيفة، مع توجيه استثماراتها إلى حيث يمكن خلق قيمة مضافة، كما حصل في صفقة الاستحواذ على “بافيليون إنرجي”.

رغم ذلك، أكد صوان مؤخرًا أن “شل” تتوخى الحذر في استثماراتها الكبرى، مشيرًا إلى أن الأولوية في الوقت الحالي هي تعظيم العائد على الأسهم وتنظيم العمليات الداخلية قبل الدخول في صفقات ضخمة.

إذا ما تم تنفيذ الصفقة، فستكون بمثابة نقطة تحول استراتيجية في صناعة الطاقة، تعيد رسم خارطة النفوذ بين عمالقة القطاع وتفتح الباب أمام موجة اندماجات جديدة. هل ستُقدم “شل” على هذه الخطوة الجريئة؟ أم ستُبقي على نهجها المحافظ في اقتناص الفرص؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.