شركات أمريكية تضخ أموالها في إعادة شراء الأسهم وسط غموض اقتصادي

في ظل حالة عدم اليقين التي تفرضها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجه كبرى الشركات الأمريكية نحو استخدام فائض السيولة في إعادة شراء أسهمها بوتيرة غير مسبوقة، ما يعكس حذرًا من ضخ استثمارات جديدة في ظل بيئة اقتصادية ضبابية.
خلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركات مدرجة ضمن مؤشر “S&P 500” عن خطط لإعادة شراء أسهم بقيمة 192 مليار دولار خلال الأشهر المقبلة، وهو أعلى مستوى أسبوعي منذ عام 1995، وفقًا لبيانات “دويتشه بنك” التي أوردتها صحيفة فاينانشيال تايمز.
وتقود شركات التكنولوجيا هذا التوجه؛ إذ كشفت آبل عن نيتها رفع قيمة إعادة شراء أسهمها بمقدار 100 مليار دولار، فيما تخطط شركة ألفابت (الشركة الأم لـ “جوجل”) لإنفاق 70 مليار دولار في برنامج مماثل.
وبذلك، بلغ إجمالي قيمة خطط إعادة شراء الأسهم المُعلنة في آخر ثلاثة أشهر 518 مليار دولار، مسجلًا أعلى مستوى على الإطلاق خلال هذه الفترة الزمنية.
وتستفيد الشركات من نتائج فصلية قوية زادت من حجم السيولة المتاحة لديها، غير أن الغموض المتزايد المرتبط بالتعريفات الجمركية والسياسات الاقتصادية يدفع العديد من المؤسسات إلى تجنب استثمارات جديدة أو قرارات استراتيجية طويلة الأمد.
وفي عام 2024، سجلت عمليات إعادة شراء الأسهم المدرجة في مؤشر “S&P 500” مستوى قياسيًا بلغ 942.5 مليار دولار، ومع التسارع الحالي، يتوقع مراقبون أن تتجاوز هذا الرقم لتصل إلى تريليون دولار خلال عام 2025 لأول مرة في التاريخ.