المغرب يبرز في منتدى أوربا-إفريقيا كمركز محوري للتحول الطاقي والنمو المستدام

في إطار تعزيز الحضور المغربي على الساحة الدولية، أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب يمتلك مؤهلات استراتيجية تؤهله للعب دور محوري في مستقبل الطاقة العالمية، وخاصة في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته مثل الميثانول والأمونياك الحراري.
جاءت تصريحات بنعلي خلال مشاركتها في الدورة الرابعة من منتدى أوربا-إفريقيا الذي انعقد يوم الثلاثاء في مدينة مرسيليا الفرنسية، تحت شعار “لنبتكر معاً”، والمنظم من قبل المجلة الاقتصادية الفرنسية “لا تريبون” و”إيكس مرسيليا بروفانس ميتروبوليس”، برعاية كل من جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكدت الوزيرة أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو أن يصبح مصدرًا رئيسيًا للطاقة النظيفة، وقادرًا على تزويد الأساطيل البحرية العالمية بوقود نظيف وبأسعار أقل من تكلفة الغاز الطبيعي المسال. هذا التحول يمنح المملكة موقعًا استراتيجيًا في ظل التحولات الطاقية العالمية.
كما شددت بنعلي على أن التحول الطاقي لا يكتمل دون إعادة صياغة سلسلة القيمة المعدنية، موضحة أن المغرب يعمل جنبًا إلى جنب مع شركائه الدوليين والأفارقة لتطوير معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية لحماية المعادن الاستراتيجية.
وفي هذا السياق، كشفت الوزيرة عن جهود المغرب لإعلان إطار مرجعي موحد جديد خلال المؤتمر الوطني المقبل حول المناجم، وذلك تعزيزًا لرؤية ملكية تهدف إلى دمج القارة الإفريقية وتعزيز مكانة المغرب كمركز محوري في سلاسل الإمداد العالمية المستدامة، خصوصًا في القطاعات الحيوية المرتبطة بالتحول الاقتصادي.
وخلال الجلسة الخاصة التي خصصت للمملكة المغربية بصفتها ضيف شرف المنتدى، أكدت الوزيرة أن المغرب استثمر بكثافة في البنيات التحتية الطاقية على مدار العقدين الماضيين، ما ساعده على تعزيز قدرته على إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بأسعار تنافسية.
وأضافت أن تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة في المغرب أقل من ثلث تكلفة الإنتاج النووي في بعض الدول الأوروبية، مما يمنح المملكة ميزة تنافسية في السوق الدولية للطاقة.
وفي هذا الإطار، أشارت بنعلي إلى أن الدينامية الطاقية في المغرب هي نتاج للتوجيهات الملكية السامية، التي جعلت من الانتقال الطاقي خيارًا استراتيجيًا لضمان السيادة الطاقية وتعزيز الأمن الطاقي الوطني في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية.
وأكدت الوزيرة أن الرؤية الملكية تضع المغرب على مسار أن يصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الطاقات المتجددة وتطوير الصناعات المرتبطة بالمعادن الاستراتيجية، مشيرة إلى أن المملكة تسعى أيضًا إلى توطين التكنولوجيا وخلق سلاسل صناعية توفر فرص العمل في مختلف مناطق البلاد.
وتتوافق هذه المبادرات مع أهداف النموذج التنموي الجديد الذي يعتبر الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة محركين أساسيين لبناء اقتصاد مغربي قوي ومرن، منفتح على العالم، وقائم على الابتكار والشراكات النوعية.
ويُعد منتدى أوربا-إفريقيا، الذي عقد في مرسيليا، منصة سنوية تجمع قادة سياسيين واقتصاديين وممثلين عن المجتمع المدني من القارتين، بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتطوير مشاريع مشتركة لتحقيق نمو مستدام ومندمج.
وتُعد مشاركة المغرب في هذه الدورة فرصة لتسليط الضوء على الدينامية الاقتصادية للمملكة ودورها الريادي في تعزيز التكامل بين أوروبا وإفريقيا، لاسيما في مجالي الطاقة والمعادن.