شاحنات TATRA تعزز القدرات اللوجستية والهجومية للقوات المسلحة الملكية المغربية
في إطار سعي المغرب المتواصل لتحديث وتعزيز قدراته العسكرية، كشفت تقارير حديثة عن اقتناء القوات المسلحة الملكية دفعة جديدة من الشاحنات العسكرية المتطورة من شركة TATRA التشيكية، الرائدة عالميًا في صناعة المركبات الثقيلة ذات الاستخدامات المتعددة.
هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية استراتيجية لتعزيز الكفاءة اللوجستية والقدرات القتالية، من خلال توفير وسائل نقل متطورة تتلاءم مع متطلبات العمليات في البيئات الصعبة والمعقدة.
تتمتع شاحنات TATRA بسمعة قوية بفضل بنيتها الهندسية الفريدة المعتمدة على الهيكل الأنبوبي المركزي (Backbone Chassis)، الذي يمنحها قدرة عالية على المناورة في التضاريس الوعرة والمناطق النائية، من الصحراء إلى الجبال.
وتأتي الشاحنات بتشكيلات متنوعة تشمل 4×4، 6×6، و8×8، مما يسمح بتخصيص استخدامها بحسب نوع المهمة، سواء في النقل الثقيل، أو السحب، أو الإنقاذ، أو حتى حمل الحاويات والمعدات العسكرية.
تُزوّد هذه المركبات بأنظمة تعليق مستقلة تعزز من استقرارها أثناء القيادة، ما يجعلها مثالية للتعامل مع الأوزان الثقيلة والمعدات الحساسة، وهي ميزة حيوية في ميادين القتال ومهام الدعم اللوجستي المعقدة.
يتجاوز دور شاحنات TATRA الوظائف اللوجستية التقليدية، إذ باتت تلعب دورًا محوريًا في دعم الأنظمة المدفعية والصاروخية المتقدمة لدى الجيش المغربي.
فالشركة التشيكية توفر منصات متنقلة لأنظمة المدفعية ذاتية الدفع ATMOS من إنتاج شركة Elbit Systems الإسرائيلية، والتي تُعد من أبرز المدافع المتقدمة عالميًا بفضل مدى نيرانها الذي يتجاوز 40 كيلومترًا ودقتها العالية.
كما تُستخدم شاحنات TATRA من طراز 6×6 كمنصات لإطلاق راجمات الصواريخ بعيدة المدى PULS، القادرة على تنفيذ ضربات دقيقة تصل إلى مدى 300 كيلومتر، ما يعزز من القدرات الهجومية الاستراتيجية للمغرب في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.
تأسست شركة TATRA سنة 1850، وتُعد من أقدم وأعرق شركات تصنيع المركبات في العالم، ما يمنحها ميزة تنافسية قائمة على الخبرة والموثوقية.
اختيار المغرب لهذه الشركة يعكس توجهًا واضحًا نحو تنويع مصادر التسلح والاعتماد على تكنولوجيا مثبتة الأداء. كما يعكس تناغمًا استراتيجيًا بين التصنيع الأوروبي والتقنيات الإسرائيلية لتطوير بنية عسكرية حديثة ومتطورة.
يشكّل دخول شاحنات TATRA إلى الخدمة نقلة نوعية في المنظومة العسكرية المغربية، خصوصًا على مستوى الخدمات اللوجستية ودعم أنظمة المدفعية والصواريخ.
هذه الشاحنات ليست مجرد أدوات نقل، بل تمثل عمادًا لوجستيًا حاسمًا يضمن تنفيذ المهام بكفاءة واستمرارية، سواء في المناورات التدريبية أو العمليات القتالية الحقيقية.
في المحصلة، تندرج هذه الصفقة ضمن رؤية شاملة لتحديث القوات المسلحة الملكية، ورفع جاهزيتها للتعاطي مع مختلف السيناريوهات الأمنية، وتعزيز تموضعها الاستراتيجي في محيط إقليمي يشهد تحولات متسارعة.
