تراجع عالمي في نشاط الحفارات يعكس ضعف الاستثمار في قطاع النفط والغاز

في ظل تصاعد الضبابية الاقتصادية العالمية واستمرار الضغوط على أسعار الطاقة، أظهرت بيانات شركة بيكر هيوز لشهر أبريل 2025 انخفاضاً ملحوظاً في عدد الحفارات النشطة حول العالم، الذي بلغ 1,616 حفاراً، متراجعاً بـ70 حفاراً مقارنة بشهر مارس، وبـ110 حفارات عن نفس الفترة من العام الماضي، ليعود نشاط الحفر إلى مستويات لم تُسجل منذ ما قبل عام 2022.
قاد هذا الانخفاض الحاد القطاع في أميركا الشمالية، حيث فقدت المنطقة 62 حفاراً في أبريل وحده.
في الولايات المتحدة، بلغ عدد الحفارات 586، بتراجع شهري طفيف بلغ 6 حفارات، وسنوي بـ31 حفاراً.
أما كندا، فشهدت الهبوط الأبرز بخسارة 56 حفاراً دفعة واحدة، أي أكثر من 28% من إجماليها في مارس، ليصل العدد إلى 138 فقط.
سجّل الشرق الأوسط انخفاضاً طفيفاً إلى 335 حفاراً، متراجعاً بـ4 حفارات عن مارس و8 عن العام الماضي.
أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد تراجع فيها العدد إلى 203 حفارات، بفقدان 8 حفارات شهرياً و34 حفاراً سنوياً، في مؤشر على تراجع واسع في الاستثمارات الإقليمية.
وفي المقابل، سجّلت أوروبا انتعاشاً طفيفاً، حيث ارتفع عدد الحفارات إلى 126، بزيادة شهرية وسنوية متواضعة (5 و6 حفارات على التوالي)، مما يعكس تحسناً حذراً وسط تحديات متعلقة بالتضخم وسعر صرف العملة.
شهدت أميركا اللاتينية شبه استقرار، مع تراجع طفيف لحفار واحد فقط مقارنة بمارس، لكن بانخفاض حاد بلغ 36 حفاراً مقارنة بأبريل 2024.
أما إفريقيا، فثبت عدد الحفارات عند 97، دون تغيير عن الشهر السابق، لكنها تراجعت بـ15 حفاراً على أساس سنوي.
بلغ عدد الحفارات البرية عالمياً في أبريل 1,415، بينما اقتصر عدد الحفارات البحرية على 200، وهو أدنى رقم منذ أواخر 2021. ويعكس ذلك الاتجاه العالمي نحو خفض الاستثمار في قطاع التنقيب والإنتاج رغم استمرار دعوات سياسية للعودة إلى “الحفر أولاً”.
لا تُظهر هذه البيانات مجرد تغيّر رقمي، بل تُعبّر عن تحول هيكلي في سلوك المستثمرين العالميين في مجال الطاقة.
فمع استمرار تقلب الأسعار، والضغوط التنظيمية، وعدم اليقين الجيوسياسي، باتت الشركات تميل إلى ضبط النفقات وتقليص النشاط، ما يضع مستقبل توسع الطاقة التقليدية في مهب الريح، ويشير إلى مرحلة جديدة من الترقب والحذر في صناعة النفط والغاز.