بلومبرغ: الصحراء المغربية تستقطب تدفقات استثمارية متزايدة في قطاعات متعددة

تحولت الصحراء المغربية، وفقًا لتقرير حديث لوكالة بلومبرغ، إلى نقطة جذب استراتيجية للاستثمارات الدولية في مجالات الموانئ، البنية التحتية، الطاقة المتجددة، والسياحة.

ويعزى هذا التحول إلى المناخ الاستثماري المواتي، والسياسات المغربية التي رسخت الدعم الدولي لسيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية.

أبرزت الوكالة الأمريكية مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي تقدر تكلفته بـ1.2 مليار دولار، كنموذج بارز لتحول المنطقة إلى مركز لوجستي وتجاري يربط الصحراء المغربية بأوروبا وأمريكا اللاتينية، ويستهدف أسواق غرب إفريقيا.

الميناء سيشكل منصة لمعالجة وتصدير الموارد الطبيعية، ما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

تشهد المنطقة أيضًا توسعًا في مشاريع الطاقة المتجددة، لاسيما مزارع الرياح التي يُنتظر أن تساهم في تغذية البنية التحتية لمونديال 2030، مع احتمالية تصدير الفائض إلى أوروبا.

وتمتلك الصحراء المغربية أحد أعلى معدلات الكفاءة عالميًا في مجالات الطاقة الشمسية والرياح، مما يجعلها مؤهلة لقيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، في وقت ترتفع فيه أهمية هذه الطاقات في الأسواق العالمية.

وفي موازاة ذلك، تشهد الصناعات الزراعية والبحرية نموًا مطردًا، مما يعزز من تنويع مصادر الدخل للمنطقة.

تُقدّر الاستثمارات المرتبطة بالمشاريع القائمة والمستقبلية بنحو 10 مليارات دولار، مع طموحات مغربية بجذب 40 مليار دولار بحلول عام 2040.

ويأتي هذا التوسع مدعومًا بتغير النظرة الدولية إلى المنطقة، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، تلاها موقف مماثل من فرنسا، ودعم إسباني لمقترح الحكم الذاتي المغربي.

ونقلت بلومبرغ عن ريكاردو فابياني، مدير مشاريع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أن الصحراء المغربية لم تعد تُنظر إليها كمنطقة محفوفة بالمخاطر، بل أصبحت تُعامل كوجهة استثمارية طبيعية وجاذبة لرأس المال الأجنبي.

و أشارت الوكالة إلى الأهمية الإقليمية المتزايدة لمدينة الداخلة، التي يجري المغرب من خلالها محادثات مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر لتطوير روابط نقل وتجارية معها، وتحويل الداخلة إلى منصة لمعالجة وتصدير معادن هذه الدول غير الساحلية.

وفي وصف لافت، أنهت بلومبرغ تقريرها باعتبار الداخلة “الدورادو للمستثمرين”، في إشارة إلى آفاق الازدهار والفرص الهائلة التي توفرها هذه المنطقة الاستراتيجية.