صحيفة الإسبانية : المغرب يعزز مكانته كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في ظل الحرب التجارية

صحيفة الإسبانية : المغرب يعزز مكانته كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في ظل الحرب التجارية

في خضم الحرب التجارية العالمية التي أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يسعى المغرب إلى تعزيز علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مستفيدًا من تفضيلات جمركية استثنائية تميز وضعه مقارنة بدول أخرى مثل الصين ودول الاتحاد الأوروبي.

صحيفة “إلفارو دي سيوتا” الإسبانية أبدت دهشتها من قدرة المغرب على الحفاظ على مكانة متميزة مع الولايات المتحدة في هذا السياق، مشيرة إلى أن المعاملة الجمركية التي فرضها ترامب على المملكة تعد الأكثر تفضيلا بين باقي الدول.

ففي الوقت الذي تراوحت فيه التعريفات الجمركية الأمريكية على الصين بين 34% وعلى دول الاتحاد الأوروبي بين 20%، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على المغرب، وهي أدنى نسبة مقارنة مع معظم الدول الأخرى.

هذا التمييز الجمركي، وفق الصحيفة الإسبانية، يعود إلى العلاقة الاستراتيجية والدبلوماسية الطويلة الأمد بين المغرب والولايات المتحدة. إذ يعتبر المغرب من أقرب حلفاء أمريكا في إفريقيا والعالم العربي، حيث شارك في العديد من المبادرات الدولية وحافظ على سياسة خارجية تتماشى مع مصالح واشنطن.

وتعتبر الصحيفة أن العجز التجاري بين المغرب والولايات المتحدة يلعب دورًا هامًا في هذه المعاملة الخاصة. حيث تستورد المملكة المزيد من المنتجات الأمريكية مقارنة بما تصدره، مما يجعلها أقل عرضة لفرض الرسوم الجمركية.

كما أضافت الصحيفة أن هذا العجز التجاري وغيره من العوامل قد ساهم في منح المغرب تعريفة جمركية مميزة مقارنة بالدول الأخرى.

وبخلاف الصين ودول الاتحاد الأوروبي التي عانت من فرض أعلى التعريفات الجمركية بسبب تعقيدات علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، نجح المغرب في تجنب هذه الإجراءات الانتقامية القاسية بفضل علاقاته الوثيقة مع واشنطن.

كما أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة يجعلها جسرًا بين أوروبا وإفريقيا، وهو ما تعترف به واشنطن وتعتبره ذا أهمية كبيرة لفتح الأسواق الإفريقية والأوروبية.

وتؤكد الصحيفة أن هذه المعاملة التفضيلية قد تعود بمزايا اقتصادية كبيرة على المغرب، حيث أصبح الوجهة المثالية للشركات التي تسعى لتجنب التكاليف المرتفعة للرسوم الجمركية الأمريكية. كما تشير إلى أن المغرب قد يتحول إلى مركز صناعي وصناعي بديل للشركات التي تسعى لتوسيع عملياتها بعيدًا عن الأسواق الأكثر تضررًا من هذه الرسوم.

وفي سياق متصل، لفت التقرير إلى أن هذه المعاملة الجمركية المواتية قد تؤدي إلى تحولات صناعية في المنطقة، خاصة في دول البحر الأبيض المتوسط مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال، التي قد تشهد انتقال بعض الصناعات إلى المغرب نظرًا لكونه أكثر جاذبية للشركات في ظل التعريفات الجمركية المفضلة.

ويختتم التقرير بالقول إن العلاقة التاريخية التي تربط المغرب بالولايات المتحدة، إلى جانب موقعه الجغرافي المتميز وعجزه التجاري، يمنح المملكة ميزة تنافسية قوية في عالم التجارة الدولية المتأثر بتعريفات جمركية متزايدة وحواجز تجارية.