صراع تنافسي بين بيم التركية و كازيون المصرية..معركة الهيمنة على الأسواق المغربية

صراع تنافسي بين بيم التركية و كازيون المصرية..معركة الهيمنة على الأسواق المغربية

تشهد الأسواق المغربية حربًا تجارية شرسة بين علامتين تجاريتين أجنبيتين، الأولى هي العلامة التركية “بيم”، والثانية هي “كازيون”، العلامة المصرية التي دخلت مؤخرًا إلى السوق المغربي وتسعى للتموقع في الأحياء التي تهيمن عليها العلامة التركية.

وتعتبر هذه المعركة تحديًا حقيقيًا للعلامات التجارية في المغرب، حيث دخلت “كازيون” بفرض سياسة تجارية جريئة تهدف إلى انتزاع حصة من السوق من “بيم”، بل قد تسعى لتجاوزها.

تتميز “بيم” التركية باختيارها الاستراتيجي للمواقع في الأحياء الشعبية، حيث تركز على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. في غضون سنوات قليلة، استطاعت العلامة التركية بناء قاعدة واسعة من الزبائن بفضل أسلوب تسويقي فعّال اعتمد على قرب المحلات من مستهلكيها.

هذه السياسة أثارت قلق المنافسين، ما دفع بعض المحلات الكبرى إلى فتح فروع صغيرة بهدف منافسة “بيم”. كما نجحت “بيم” في جذب المزيد من الزبائن من خلال عروضها الترويجية المتنوعة، التي تضمن لها استمرار تدفق الزبائن إلى محلاتها.

في خطوة غير متوقعة، تبنت “بيم” أسلوبًا تسويقيًا مبتكرًا لتحفيز الزبائن، يتمثل في تقديم عروض بأسعار مغرية تقل بنسبة تزيد عن 50% عن الأسعار الأصلية، ما يجعلها تجذب الزبائن من مختلف الشرائح، بما في ذلك صغار التجار الذين يقبلون على محلاتها لشراء السلع بأسعار منخفضة لبيعها في الأسواق الأخرى.

يوم الجمعة، يشهد كل فرع من فروع “بيم” إقبالًا كبيرًا يصل إلى 500 زبون، حيث يتراوح متوسط المشتريات بين 300 و500 درهم، مما يعكس نجاح هذه العروض الترويجية.

أما العلامة التجارية “كازيون” المصرية، فتسعى إلى تغيير قواعد اللعبة من خلال استراتيجية تسويقية موجهة للمنافسة المباشرة مع “بيم”، لا سيما في الأحياء التي تركز فيها العلامة التركية على التوسع.

ويعتمد “كازيون” على تقديم منتجات ذات جودة عالية وأسعار معقولة، وبالأخص المنتجات المصرية التي تتميز بأسعارها التنافسية. ومنذ دخولها إلى السوق المغربية، تمكنت “كازيون” من فتح 150 فرعًا في فترة لا تتجاوز السنة، وتطمح إلى مضاعفة هذا العدد ليصل إلى 200 فرع بنهاية العام الحالي.

في مواجهة هذه التحديات، أقدمت “بيم” على توسيع شبكتها من خلال فتح 75 فرعًا جديدًا بين يونيو 2023 ونهاية العام، مما رفع عدد محلاتها إلى 734 محلًا. ومن المتوقع أن يتجاوز هذا العدد الألف محل في المستقبل القريب.

ورغم المنافسة الشديدة بين “بيم” و”كازيون”، لم تبقَ العلامات التجارية المغربية مكتوفة الأيدي. فقد بادرت هي الأخرى إلى فتح فروع جديدة في الأحياء التي تشهد هذا الصراع، مثل فروع “مارجان سيتي” التابعة للعلامة المغربية “مارجان”، بالإضافة إلى افتتاح فروع “لابيل فيل” تحت علامة “سوبيكو”، لتكون جزءًا من هذه الحرب التجارية المستعرة في السوق المغربية.