قلق الطقس وانخفاض قيمة الدولار يرفعان أسعار الحبوب إلى أعلى مستوياتها منذ أسابيع

سجلت أسعار العقود الآجلة للحبوب في بورصة شيكاغو ارتفاعات ملحوظة يوم الأربعاء، مدفوعة بعوامل متعددة أبرزها ضعف الدولار الأمريكي، وعمليات تغطية مراكز البيع على المكشوف، والمخاوف المستمرة بشأن أحوال الطقس في مناطق الإنتاج الرئيسية في نصف الكرة الشمالي.
واصلت عقود القمح صعودها لليوم الثاني على التوالي، وبلغت أعلى مستوياتها منذ شهر تقريبًا، حيث صعد العقد الأكثر نشاطًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 5.49 دولارًا للبوشل بحلول الساعة 11:03 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس مستوى 5.51 دولار في وقت سابق من الجلسة.
جاء هذا الارتفاع بعد قفزة قوية بنسبة 3.2% يوم الثلاثاء، مدفوعة بتراجع غير متوقع في تصنيفات محصول القمح الأمريكي، وتوقعات الطقس السيئ في كل من الصين وروسيا، مما دفع المتداولين إلى تسريع عمليات تغطية المراكز المكشوفة، لا سيما بعد بلوغ الأسعار أدنى مستوياتها في خمس سنوات خلال الأسبوع الماضي.
لكن المكاسب الأخيرة واجهت بعض التحفظ من المحللين، حيث أشار بعضهم إلى أن الأضرار الفعلية للمحاصيل في الصين وروسيا قد تكون محدودة، وأن التوقعات العامة لموسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي لا تزال إيجابية نسبيًا.
في هذا السياق، صرح أندريه سيزوف، مدير شركة “سوفيكون” لاستشارات الحبوب، قائلًا: “الصناديق الاستثمارية غطت جزءًا كبيرًا من مراكزها المكشوفة في عقود يوليو الآجلة.
تجاوز السوق المتوسط المتحرك لعشرين يومًا، ما زاد الزخم، لكن لا يبدو أن هناك دافعًا أساسيًا كبيرًا وراء هذا الصعود حتى الآن.”
شهدت مناطق رئيسية في الصين مثل خنان، درجات حرارة بلغت 40 درجة مئوية، لكن بحسب متداولين، لم تكن المدة كافية لإلحاق ضرر كبير بالمحاصيل.
أما في روسيا، فرغم موجة صقيع حديثة، فإن الأضرار حتى الآن تبدو محدودة، باستثناء بعض القلق بشأن نقص الأمطار في منطقة روستوف، أكبر مناطق إنتاج الحبوب في البلاد.
اتبعت الذرة نفس مسار القمح، إذ ارتفعت عقودها الآجلة تسليم يوليو بنسبة 1.2% لتغلق عند 4.61 دولارًا للبوشل، مدعومة بالطلب وبتوقعات الطقس.
أما فول الصويا فقد ارتفع بنسبة 0.8% ليصل إلى 10.62 دولارًا للبوشل، مدفوعًا بارتفاع أسعار النفط الخام في ظل تقارير تتحدث عن تصعيد محتمل في الشرق الأوسط. هذا الارتفاع عزز بدوره أسعار البذور الزيتية مثل الصويا، التي تُستخدم في إنتاج الوقود الحيوي.
ساهم تراجع الدولار الأمريكي، عقب تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول التوقعات الاقتصادية، في دعم أسعار السلع الأساسية، حيث يجعل ضعف الدولار الحبوب أرخص للمشترين من خارج الولايات المتحدة، ما يعزز الطلب العالمي.