المغرب يطور أسطوله البحري من خلال إضافة زورق دورية حديث من صناعة إسبانية.

المغرب يطور أسطوله البحري من خلال إضافة زورق دورية حديث من صناعة إسبانية.

تستعد البحرية الملكية المغربية لاستلام زورق دوريات جديد، ضمن خطة تحديث أسطولها البحري وتعزيز قدراتها في مراقبة السواحل ومكافحة الهجرة غير النظامية.

الزورق، الذي أنتجته شركة “نافانتيا” الإسبانية الحكومية، سيتم إطلاقه رسميًا خلال حفل مرتقب يوم الثلاثاء المقبل في ورش بناء السفن التابعة للشركة بمدينة سان فرناندو، جنوب إسبانيا.

ووفق ما أفادت به تقارير إعلامية إسبانية، فإن الحفل سينطلق على الساعة 15:45، في موقع صناعي بمدينة الجزيرة الخضراء، وسيشهد الكشف عن أول زورق من بين اثنين تعاقدت عليهما الرباط مع مدريد في إطار صفقة عسكرية بحرية استراتيجية.

الزورق الجديد، من طراز PHM، يبلغ طوله 87 متراً وعرضه 13 متراً، وهو مصمم ليعمل بكفاءة بطاقم مكون من 60 فردًا. وقد تطلب إنجازه أكثر من مليون ساعة عمل، وساهم المشروع في خلق ما يناهز 1100 فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة، سواء داخل الحوض نفسه أو لدى الشركات المتعاونة معه.

وتبلغ قيمة المشروع نحو 130 مليون يورو، وتشمل الصفقة أيضًا حزمة دعم لوجستي وتقني واسعة، من بينها قطع غيار، وثائق فنية، وأدوات صيانة، إلى جانب برامج تكوين تقني لفائدة طاقم البحرية المغربية، سيتم تنظيمها في إسبانيا.

وقد صُمم هذا الزورق ليضمن استمرارية طويلة في البحر مع تكاليف تشغيل وصيانة منخفضة، حيث تم التركيز في تصميم أنظمته على سهولة الصيانة واعتمادية الأداء، مع إمكانية العمل بموارد بشرية محدودة.

بدأت المفاوضات بين المغرب وإسبانيا بشأن هذا المشروع منذ عام 2019 على الأقل، بعد اتفاق على صفقة تقدر بـ260 مليون يورو تشمل زورقين من نفس النوع. ويمثل هذا الاتفاق تحولًا في العلاقات العسكرية البحرية بين البلدين، حيث كانت مدريد قد فرضت حظرًا على بيع المعدات العسكرية البحرية للمغرب منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ويشبه هذان الزورقان في تصميمهما أربع سفن سابقة من طراز “Litoral” سبق لـ”نافانتيا” تصنيعها لفنزويلا. وتمثل هذه الصفقة أول تعامل من هذا النوع بين البلدين منذ عام 1982، حين سلمت الشركة الإسبانية – التي كانت تُعرف آنذاك باسم “باثان” – فرقاطة حربية أصبحت تعرف في الأسطول المغربي باسم “الكولونيل الرحماني”.

وبعد تلك المرحلة، توجّه المغرب إلى دول أخرى مثل فرنسا وهولندا لتحديث أسطوله البحري، حيث اقتنى فرقاطة “محمد السادس” من فرنسا، إلى جانب سفن دورية من دول أوروبية متعددة.