راي داليو: الديون الأمريكية تقترب من “الحد الفاصل” في دائرة مالية مقلقة

في كتابه الجديد “كيف تفلس الدول: الدورة الكبرى”، أطلق الملياردير والمستثمر الشهير “راي داليو” تحذيرًا واضحًا بشأن المسار المالي للولايات المتحدة، مؤكدًا أن خطر وقوع أزمة ديون حكومية وشيكة لا يزال منخفضًا على المدى القريب، لكنه يتصاعد بشكل حاد على المدى الطويل.
ووفقًا لما ورد في الكتاب، الذي صدر يوم الثلاثاء، فإن الولايات المتحدة تقترب تدريجيًا من مرحلة حرجة تهدد استقرار اقتصادها، حيث تدخل في ما وصفه داليو بـ”الدوامة المالية الكلاسيكية”، وهي دورة من ارتفاع أسعار الفائدة تؤدي إلى تزايد المخاطر الائتمانية، ما يقلص شهية المستثمرين لشراء السندات الحكومية، وبالتالي يؤدي إلى رفع العوائد على هذه السندات.
وأوضح داليو أن هذا الارتفاع في العوائد يشكّل ضغطًا كبيرًا على الميزانية الفيدرالية، إذ يؤدي إلى تقليص الأموال المتاحة لتسيير شؤون الدولة، ويزيد تكلفة الاقتراض على الشركات والمستهلكين، ما يحدّ من قدرة الحكومة على تمويل عملياتها بشكل سلس، ويدفع الاقتصاد نحو زوايا مالية أكثر ضيقًا.
وأضاف أن مثل هذه الدوامات حدثت مرارًا في التاريخ، لكن كثيرًا من صناع القرار والمستثمرين اليوم يتعاملون مع الوضع الحالي وكأنه استثناء، ويعتقدون أن النظام المالي والنقدي الأمريكي محصن ضد التغيير.
ومع ذلك، يؤكد داليو أن التحوّلات الجذرية عادة ما تحدث فجأة وبدون مقدمات واضحة.
ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد قلق الأسواق من تداعيات مشروع قانون الضرائب واسع النطاق، الذي روّج له الرئيس دونالد ترامب بوصفه “ضخمًا وجميلاً”، والذي يرى كثير من المراقبين أنه سيزيد من عبء الدين الفيدرالي، لا سيما في ظل استمرار حالة الغموض بشأن السياسات التجارية وتأثيرها على آفاق الاقتصاد الأمريكي.