إشارات تصالح بين إيلون ماسك ودونالد ترامب بعد زيادة التوترات: هل هناك أمل في التفاهم؟

إشارات تصالح بين إيلون ماسك ودونالد ترامب بعد زيادة التوترات: هل هناك أمل في التفاهم؟

بعث إيلون ماسك مؤشرات واضحة على سعيه لخفض التوتر مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد سجال علني حاد تصاعد إلى مستوى التهديدات المتبادلة والتصريحات الحادة.

وكان ماسك قد هدّد بإيقاف مركبة “دراغون” الفضائية التابعة لشركة “سبيس إكس”، في خطوة احتجاجية على دعوة ترمب لإلغاء العقود والدعم الفيدرالي الممنوحين لشركات الملياردير، في مقدمتها “تسلا” و”سبيس إكس”.

لكن تعليقاً بسيطاً من أحد مستخدمي منصة “إكس” – لا يتجاوز عدد متابعيه 200 – دعا الطرفين للهدوء والابتعاد عن التصعيد، دفع ماسك للرد قائلاً: “نصيحة جيدة، حسناً، لن نوقف دراغون”.

في الوقت نفسه، تدخل المستثمر بيل آكمان، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع كل من ترمب وماسك، ودعا إلى المصالحة من أجل “مصلحة أميركا”، ليأتي رد ماسك داعماً: “أنت محق”.

التوتر بين ترمب وماسك تصاعد على خلفية قانون ضريبي جديد يدفع به ترمب، ويتضمّن بنوداً قد تُضر بشكل مباشر بشركة “تسلا”، أبرزها إنهاء الإعفاءات الضريبية لمشتري السيارات الكهربائية بحلول نهاية 2025 – أي أبكر من الموعد المحدد بسبع سنوات – ما قد يكلف الشركة نحو 1.2 مليار دولار سنوياً، وفقاً لتقديرات “جيه بي مورغان”.

ترمب أعرب عن انزعاجه قائلاً: “إيلون كان على علم بهذا القانون أكثر من أي أحد، وفجأة أصبح يعارضه”، بينما رد ماسك على “إكس” بأنه لم يطّلع على القانون مطلقاً، ووصف تمريره بأنه تم “في جنح الليل”، دون مراجعة كافية من الكونغرس.

الخلاف ازداد تعقيداً بعد أن سحب ترمب ترشيح جاريد إيزاكمان، المقرب من ماسك، لقيادة وكالة “ناسا”، موضحاً أن السبب هو دعمه السابق للديمقراطيين، وقال: “لم نر ذلك مناسباً”.

تحول النقاش إلى مواجهة شخصية، إذ وصف ماسك ترمب بأنه “جاحد للجميل”، مشيراً إلى أن الرئيس السابق ما كان ليفوز بالانتخابات لولا دعمه. في المقابل، هدّد ترمب بإلغاء العقود الفيدرالية التي تعتمد عليها شركات ماسك، وهو ما دفع الأخير للرد بسخرية: “تفضل، أبهج يومي!”.

ماسك أيضاً لمّح مجدداً إلى علاقة ترمب برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، قائلاً: “لقد حان الوقت لكشف الحقيقة الكبيرة: ترمب في ملفات إبستين. ولهذا السبب لم تُنشر بعد”.

أثّر هذا التوتر بشكل مباشر على أسهم “تسلا”، التي فقدت أكثر من 14% من قيمتها في يوم واحد، ما يعادل نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية. أما “سبيس إكس”، فهي تحتفظ بعقود ضخمة مع وكالة “ناسا”، وتشمل مهام نقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وهي مهمة محورية للوكالة حتى موعد تقاعد المحطة المتوقع عام 2030.

وفق بيانات “بلومبرغ”، حصلت شركتا ماسك على عقود فيدرالية بقيمة 22.5 مليار دولار منذ عام 2000. ومن المتوقع أن تحقق “سبيس إكس” عائدات تصل إلى 15.5 مليار دولار خلال 2025، منها 1.1 مليار من “ناسا” وحدها.

وعقب إعلان ماسك نيته إيقاف “دراغون”، أكدت المتحدثة باسم “ناسا”، بيثاني ستيفنز، التزام الوكالة بخططها، مشيرة إلى أن التعاون مع الشركاء في القطاع الخاص سيستمر، بما يتماشى مع رؤية الإدارة الأميركية.