انخفاض قيمة الدولار مع انتظار مفاوضات تجارية هامة بين الولايات المتحدة والصين
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا عامًا أمام جميع العملات الرئيسية يوم الإثنين، بعد انحسار موجة التفاؤل التي أثارها تقرير الوظائف الأمريكي القوي، ليحل محلها الحذر قبيل بدء جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن اليوم.
تأتي هذه المباحثات في توقيت حساس للاقتصادين الأكبر في العالم: تواجه الصين تحديات انكماشية، بينما يتعامل الاقتصاد الأمريكي مع حالة من الضبابية التجارية التي تؤثر على المستهلكين والشركات، ما دفع المستثمرين لإعادة تقييم موقع الدولار كعملة ملاذ آمن.
ويضم الوفد الأمريكي المشارك وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيميسون غرير، فيما يقود نائب رئيس الوزراء الصيني “خه ليفنغ” الوفد الصيني.
وصف كيت جوكس، كبير استراتيجيي العملات لدى بنك سوسيتيه جنرال، المحادثات بأنها “ذات تأثير حاسم على معنويات السوق”.
وأشار إلى أن العملات الآسيوية، مثل الين الياباني والدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، ستشهد أكبر تقلبات مع صدور الأنباء عن هذه المباحثات.
تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.55% مسجلًا 144.04 ين، بعد أسبوعين من المكاسب المتتالية. في الوقت ذاته، أظهرت بيانات اقتصادية أن الاقتصاد الياباني انكمش بوتيرة أبطأ من المتوقع في الربع الأول، فيما حذّر رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا من تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على النشاط الاقتصادي.
كما ارتفع اليورو بنسبة 0.34% إلى 1.1433 دولار، وسط ترقب المستثمرين لتوجهات البنك المركزي الأوروبي الذي لمح الأسبوع الماضي إلى اقتراب نهاية سياسة التيسير النقدي. وحقق الجنيه الإسترليني مكاسب بنسبة 0.47% مسجلًا 1.35814 دولار.
وفي الصين، تراجع اليوان الخارجي إلى 7.1844 مقابل الدولار بعد أن كشفت البيانات عن تباطؤ نمو الصادرات لأدنى مستوى في ثلاثة أشهر خلال مايو، فيما واصل الانكماش الصناعي تفاقمه ليصل إلى أسوأ مستوى له في عامين.
صعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.66% إلى 0.60585 دولار أمريكي، فيما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.50% إلى 0.6529 دولار، مستفيدًا من انخفاض أحجام التداول بسبب عطلة عامة في أستراليا.
وقال جوكس إن “الوضع المالي الأكثر متانة مقارنة بالولايات المتحدة، والعوائد الجذابة، واقتصاد ليس بالسوء المتوقع” كلها عوامل تدعم الدولار الأسترالي، ما لم تظهر تطورات سلبية من محادثات لندن.
وفي سياق منفصل، ذكرت تقارير أن المفاوض التجاري الياباني ريوسي أكازاوا يستعد لعقد الجولة السادسة من المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة في واشنطن.
وينتظر المستثمرون لاحقًا هذا الأسبوع صدور تقرير التضخم الأمريكي لشهر مايو، مع سعي صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي للحصول على مؤشرات بشأن تأثير التوترات التجارية على الاقتصاد.
وتُظهر بيانات مجموعة LSEG أن الأسواق تتوقع خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال بدء هذه الخطوة في أكتوبر المقبل، رغم تلميح مسؤولي الفيدرالي بأنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لتخفيف السياسات النقدية.