زيادة التوترات في الشرق الأوسط تؤثر سلباً على الأسواق العالمية

شهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابات واسعة خلال تداولات يوم الخميس، وسط تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول ذات المخاطر العالية والتوجه نحو الملاذات الآمنة.
فقد ارتفعت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة حول البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي دفع واشنطن إلى إجلاء موظفيها وعائلاتهم من المنطقة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف الوضع بأنه “قد يصبح خطيراً للغاية”، في إشارة إلى احتمالات اندلاع مواجهات أوسع.
وفيما أكدت وسائل إعلام أن الولايات المتحدة قد منحت الضوء الأخضر لإسرائيل لشن عمليات هجومية ضد إيران، لم يصدر تأكيد رسمي بهذا الشأن، ما زاد من الغموض وأثار مخاوف الأسواق من احتمال نشوب صراع إقليمي واسع النطاق.
تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية بشكل ملحوظ، حيث قادت العقود الآجلة لمؤشر “داو جونز” موجة الهبوط في وول ستريت. كما قفز مؤشر التقلبات “VIX” بأكثر من 7.4%، ما يعكس حالة القلق السائدة في أوساط المستثمرين.
في أوروبا، زادت الضغوط السلبية بفعل التوترات الإقليمية، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية مخيبة من بريطانيا، التي سجل اقتصادها انكماشاً بنسبة 0.3% في أبريل، متجاوزاً التوقعات السلبية السابقة.
رغم التوترات، فإن تأثيرها على سوق العملات الرئيسية كان محدوداً، باستثناء الدولار الأمريكي الذي تعرض لضغوط نتيجة بيانات التضخم التي أظهرت نمواً أقل من المتوقع.
هذا عزز من توقعات الأسواق بخفض محتمل في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي مرتين على الأقل خلال العام، مما ساهم في تراجع العملة الأمريكية مقابل أغلب العملات الرئيسية.
سجل الذهب مكاسب قوية مدعوماً بتراجع الدولار وزيادة الطلب عليه كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات.
أما النفط الخام فقد شهد قفزة قوية ليصل إلى أعلى مستوياته في نحو شهرين، وسط مخاوف من تراجع الإمدادات بسبب الأزمة، لكنه فقد جزءاً من مكاسبه بعد إعلان سلطنة عمان استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط، مع انطلاق الجولة السادسة من المفاوضات المرتقبة يوم الأحد المقبل.