أسعار النفط ترتفع بأكثر من 8 دولارات عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران وزيادة التوترات الجيوسياسية

لندن-راي اليوم
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا يوم الجمعة، حيث قفزت بأكثر من 8 دولارات للبرميل عقب إعلان إسرائيل شن هجوم على أهداف داخل إيران، مما أثار قلقًا عالميًا من احتمال تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وانعكاس ذلك على استقرار إمدادات الطاقة.
وبحسب بيانات الأسواق، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 7.60 دولارات أو ما يعادل 10.87% لتصل إلى 76.96 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 7.98 دولارات بنسبة 11.73% ليصل إلى 76.02 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 04:02 بتوقيت غرينتش.
ضربات إسرائيلية تستهدف منشآت نووية وعسكرية إيرانية
وأكد مصدر عسكري إسرائيلي أن الهجوم استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة داخل الأراضي الإيرانية، مضيفًا أن “عشرات الضربات نُفذت ضد أهداف مرتبطة بالبرنامج النووي ومواقع عسكرية في مناطق مختلفة من إيران”. ولفت المصدر إلى أن إسرائيل تعتقد أن إيران تحتفظ بقدرات تمكّنها من شن هجمات مضادة في أي وقت.
انعكاسات أمنية واقتصادية
أثارت التطورات الميدانية مخاوف حقيقية من اضطرابات في حركة الملاحة البحرية داخل الممرات المائية الحيوية. وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد حذرت في وقت سابق من أن التوتر المتزايد في المنطقة قد يؤدي إلى تصعيد النشاط العسكري ويهدد استقرار المرور في الممرات الحيوية، وعلى رأسها مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله نسبة كبيرة من صادرات النفط العالمية.
وفي هذا السياق، أشار بنك “جيه. بي. مورغان” إلى أن أسعار النفط قد تشهد قفزة إلى ما بين 120 و130 دولارًا للبرميل في حال إغلاق مضيق هرمز، واصفًا هذا السيناريو بأنه “خطير” رغم بقاء احتمالاته ضعيفة.
محادثات نووية مرتقبة وسط تصعيد التوترات
رغم التصعيد العسكري، من المقرر أن تُستأنف يوم الأحد المقبل جولة سادسة من المحادثات بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في سلطنة عمان، لمناقشة مستقبل برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم. ومن المنتظر أن يلتقي المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لمناقشة الرد الإيراني على المقترح الأميركي بشأن اتفاق نووي جديد.
في المقابل، جددت طهران تأكيدها أن أنشطتها النووية ذات طابع سلمي، لكنها حذرت من أنها سترد على أي هجوم عبر استهداف قواعد أميركية في المنطقة.
تصعيد نووي محتمل
أضفى بيان صادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس مزيدًا من التوتر، بعد أن اتهم إيران بانتهاك التزاماتها المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ قرابة عقدين من الزمن.
مراقبة حذرة للأسواق
وحول التذبذب في الأسواق، قال المحلل في بنك “يو. بي. إس” جيوفاني ستونوفو: “لا تزال الأسعار مرتفعة مقارنة بما كانت عليه قبل يومين، حيث يفضل بعض المستثمرين اتخاذ موقف الحياد في ظل الغموض الذي يكتنف المشهد الجيوسياسي”.
مستقبل غير واضح
في ظل التصعيد العسكري والمخاوف من انفجار الوضع في المنطقة، تبقى الأسواق العالمية تترقب بقلق تطورات الأيام المقبلة، والتي قد ترسم ملامح جديدة لسوق الطاقة العالمي، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق ليس فقط على أسعار النفط، بل على الاستقرار الإقليمي والدولي بأكمله.