نشطاء تونسيون: “قافلة الصمود” مشروع لتحفيز الوعي حول غزة

نشطاء تونسيون: “قافلة الصمود” مشروع لتحفيز الوعي حول غزة

تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
أبدى ناشطون تونسيون فخرهم بـ”قافلة الصمود” المغاربية من أجل كسر الحصار على قطاع غزة الذي يعاني ويلات الإبادة التي ترتكبها إسرائيل، مؤكدين أهمية المبادرة في تسليط الضوء على معاناة نحو مليوني فلسطيني في القطاع وإيقاظ الضمائر تجاه مأساته.
وتوقع الناشطون أن تحدث القافلة حراكا لدى الشعوب العربية تجاه التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية إسرائيلية منذ 20 شهرا.
القافلة التي تضم أكثر من 1500 ناشط من الدول المغاربية ضمن تحرك دولي شعبي، تعتزم التوجه نحو مدينة العريش المصرية، على أمل السماح لها بالوصول إلى مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة المحاصر إسرائيليا.
وكان من المقرر أن تتجمع القوافل المشاركة في القاهرة الخميس، قبل الانطلاق إلى مدينة العريش شمال شرق مصر، ثم متابعة المسير سيرا على الأقدام نحو معبر رفح الحدودي مع غزة، حيث يخطط لإقامة خيام احتجاجية، بحسب منظمي الفعالية.
ولكنها وفي آخر محطاتها وصلت الخميس القافلة إلى مدينة مصراتة الليبية غرب البلاد وهي تستعد للتقدم إلى مدن سرت ثم بنغازي شرقا.
ورحبت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب بالقافلة وطالبت باحترام الضوابط المصرية المعلنة لزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، حيث أعربت مصر الأربعاء عن تمسكها بالضوابط التنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة لضمان أمن الوفود الزائرة.
** زخم وطني عال
محمد رياض الزحافي، عضو الهيئة التنفيذية لجمعية أنصار فلسطين بتونس (مستقلة) ثمن في حديث للأناضول المبادرة التي قامت بها “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” وهي الجمعية التي تسهر على تنظيم القافلة في تونس، وقال إنها “أعطت زخما وطنيا عاليا”.
وأضاف عضو الجمعية، وهي من أهم الجمعيات الناشطة في التضامن الأسبوعي مع قضية غزة، “المبادرة امتداد لمجموعة من التحركات من أجل الدفاع عن غزة وفلسطين منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023”.
وتأتي المبادرة وفق الزحافي أيضا في إطار سلسلة كاملة من التحركات قامت بها المجتمع المدني في تونس وضمن تحركات عالمية من أجل كسر الحصار عن غزة الذي لم يبدأ منذ عامين بل منذ 2006 (حرب إسرائيل على غزة) وله الآن 19 عاما”.
وتعاني غزة مجاعة خانقة؛ جراء فرض إسرائيل إغلاقا شاملا على القطاع لأكثر من 100 يوم، رغم مناشدات دولية لرفع الحصار، كونه يمثل “عقابا جماعيا” يستهدف الفلسطينيين كافة.
** تضامن مع غزة لا ينطفئ وقافلة تحرك السواكن
وقال الزحافي إن “شعلة التضامن مع غزة لم تنطفئ رغم طول مدة الحرب والشعب التونسي معروف أن مواقفه مناصرة للقضية الفلسطينية”.
وأشار إلى الترابط الكبير بين الشعبين في تونس وفلسطين رغم أنها ليست من دول الطوق (الدول العربية التي تحيط فلسطين وهي لبنان وسوريا والأردن ومصر).
وحول تأثيرات القافلة على الأوضاع في غزة قال الزحافي: “عدة فيديوهات خرجت من غزة تعكس فرحة الشباب بهذه القافلة، لأنه يحس أنه ليس وحده في هذا العالم”.
وأضاف الزحافي أن أهالي غزة يحسون أنهم ليسوا وحدهم بل لهم أهل في تونس والجزائر والمغرب وليبيا يفكرون فيهم ويحاولون إيصال صوتهم”.
وحول أصداء القافلة لدى الشعوب العربية الصامتة، قال: “جدار الصمت العربي لم يحركه 50 ألف شهيد (بغزة)”، واستدرك قائلا: “الصدى لدى الشعوب واضح ونرى ذلك في تفاعلها على وسائل التواصل الاجتماعي مع القافلة”.
** القافلة فخر
حسام عنيبة، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة، اعتبر القافلة فخرا ومن اللحظات التاريخية بمساندة الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب التونسي للقضية الفلسطينية”.
وأضاف عنيبة للأناضول: “منذ حرب 1948، مشاركة دول المغرب العربي وعلى رأسها تونس كانت تجسدت في عديد المحطات”.
وتابع: “اليوم بعد الحرب التي تقارب السنتين انطلقت قافلة كسر الحصار على غزة كحركة رمزية استجابة لحراك عالمي لكن بنفس مغاربي وببصمة تونسية باعتبار تونس مركز انطلاق القافلة”.
** عدم التطبيع مع المشهد
ووفق عنيبة: “من أهداف القافلة إيصال رسالة (مفادها) أن الشعوب العربية والشعب التونسي لم يطبع مع المشهد ولم ينس القضية”.
وقال: “التأثير انطلق منذ انطلاق القافلة من تونس، والرسالة هي لإيقاظ الضمائر وإعادة الوعي وتحريك المشهد العالمي والعربي تجاه غزة”.
وأضاف عنيبة: “التفاعل كان جماهيريا وهذا هدف من الأهداف”، وتابع: “المشهد يتغير بفعل القافلة، ففي ليبيا حصل تفاعل وأهازيج واستقبال بتحية عسكرية للقافلة كذلك تم دعم القافلة بالبنزين مجانا وتوفير الغذاء والأغطية”.
** التضامن العربي هل يتحرك؟
وحول اختلاف المواقف العربية مما يحدث في غزة قال عنيبة: “حدثت عديد التحركات في الدول العربية ولكن ربما التسويق لها لم يتم كما يجب”.
“لكن المؤكد مثلما أحدثت القافلة رجة في تونس البلد الذي انطلقت منه القافلة فأكيد أنه ستحدث رجة في عديد الدول العربية من أجل غزة”، وفق عنيبة.
وتابع: “سيتغير المشهد في الدول العربية والإسلامية، وإذا وصلت القافلة إلى معبر رفح سيكون لها تأثير حتى على صيرورة الحرب القائمة”.
الأناضول التقت بالعاصمة تونس الناشط المجتمعي مراد الحمروني، الذي قال: “نساند هذه القافلة التي لها رمزية كبيرة، والمفرح أن التونسيين كانوا أصحاب المبادرة وأطلقوا القافلة التي غادرت باتجاه معبر رفح، ونرجو أن تصل هناك”.
وتابع الحمروني: “لم تنطفئ حملة التضامن مع غزة في تونس، ففي كل نهاية أسبوع هناك وقفات في عديد الجهات، تتضامن مع غزة وضد الحرب، ويطالبون بوقفها”.
وقال: القافلة لها رمزية كبيرة حتى وإن لم تصل لمصر، لأنها ستكون قد أحدثت ضغطا دوليا على الاحتلال الإسرائيلي”.
وتوقع الحمروني أن تُخْرِج القافلة عديد الشعوب من صمتها، حيث لوحظ مساندة نشطاء عرب على وسائل التواصل للقافلة وموجة حماس تتحرك.
والأحد انطلقت مسيرة تضامنية دولية مع قطاع غزة، في إطار فعالية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع والمطالبة بوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
ومساء الخميس أعلن منظمو “قافلة الصمود” المغاربية لكسر الحصار على غزة أن قوات من الأمن والجيش الليبي أوقفت سير القافلة عند مدخل مدينة سرت بانتظار موافقة بنغازي على المرور.
ويشارك في المسيرة مئات المتضامنين من 32 دولة، يخططون للوصول إلى حدود غزة عبر معبر رفح البري مع مصر، لإدخال مساعدات إنسانية والتعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني.