تناول الثوم يومياً: إليك تأثيراته على جسمك

لندن-راي اليوم
يُعد الثوم من أكثر النباتات الطبية شهرة وفائدة، إذ يمتاز بخصائص قوية مضادة للأكسدة والالتهابات والبكتيريا، مما يجعله عنصراً أساسياً في العديد من الأنظمة الغذائية العلاجية والوقائية. وقد أظهرت أبحاث حديثة نُشرت عبر موقع “VeryWell Health” أن الاستهلاك المنتظم للثوم ينعكس إيجاباً على صحة القلب والكبد والجهاز الهضمي والمناعي، بل ويمتد تأثيره ليشمل الجهاز العصبي والوقاية من الأمراض المزمنة.
تعزيز المناعة ومكافحة العدوى
الثوم غني بمركبات فعالة تساعد على تقوية جهاز المناعة، إذ أظهرت دراسات أن له قدرة على مقاومة فيروسات متعددة، بما فيها الفيروسات المسببة للإنفلونزا، وأمراض الجهاز التنفسي، وفيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس الروتا المسؤول عن التهابات المعدة، وحتى بعض الفيروسات المرتبطة بالأمراض الجلدية والتناسلية.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الثوم خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، وقد تبيّن أنه يعزز فعالية المضادات الحيوية في مواجهة السلالات المقاومة، ما يجعله داعماً للعلاجات التقليدية.
دور وقائي ضد السرطان
تؤكد مجموعة واسعة من الدراسات أن الثوم يلعب دوراً في الوقاية من أنواع متعددة من السرطان، منها سرطان الثدي، والرئة، والمعدة، والبروستاتا، والبنكرياس، والمبيض. ويُعزى ذلك إلى قدرة مركبات الثوم على إصلاح الحمض النووي المتضرر، والحد من نمو الخلايا السرطانية، وتقليل الالتهابات المزمنة التي تُعد بيئة خصبة لنمو الأورام.
خفض الكوليسترول وتنظيم ضغط الدم
يساهم الثوم أيضاً في تحسين صحة القلب عبر خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وتقليل امتصاصه من الطعام، كما يمنع إنتاجه بكميات زائدة داخل الجسم. وأشارت دراسة إلى أن مكملات الثوم تساعد على خفض ضغط الدم الانقباضي لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، ما يقلل بدوره من احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة قد تصل إلى 40%.
تحسين وظائف الكبد والكلى
في دراسة أجريت على مرضى يعانون من الكبد الدهني غير الكحولي، أظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً لدى أكثر من نصف من تناولوا مكملات الثوم، مقارنة بمن تناولوا دواء وهمياً. كما أظهرت دراسات أخرى أن الثوم النيء قد يقي من سرطان الكبد.
وفيما يخص الكلى، يُعتبر مركب “الأليسين” الموجود في الثوم من العناصر التي تُخفف الضغط على الكلى، عبر تقليل ضغط الدم والإجهاد التأكسدي، ما يُحسن من كفاءتها ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
صحة الأمعاء والميكروبيوم
للثوم أيضاً تأثير إيجابي على الأمعاء، حيث يزيد من تنوع البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، وهو ما يعزز الهضم ويُقلل من اضطرابات التمثيل الغذائي، لا سيما عند اتباع نظام غذائي غني بالدهون.
الوقاية العصبية
لا يتوقف دور الثوم عند الجسم فقط، بل يمتد إلى الدماغ والجهاز العصبي، إذ تبين أن الثوم المعتّق يملك خصائص وقائية ضد الاضطرابات العصبية مثل مرض ألزهايمر ونقص التروية الدماغية، بفضل خصائصه المضادة للأكسدة والالتهاب.
هل هناك حدود لتناول الثوم؟
رغم فوائده الكثيرة، لا توجد جرعة يومية موصى بها عالمياً للثوم. ومع ذلك، يُعتبر تناول فص واحد يومياً جرعة مناسبة وآمنة لمعظم الأشخاص. لكن، تجاوز هذه الكمية قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة مثل رائحة النفس والجسم المميزة، فضلاً عن مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغازات والانتفاخ وحرقة المعدة.