إيران تواجه خيارين بعد الهجوم الإسرائيلي

د. سماهر الخطيب
باتت إيران اليوم أمام خيارين إما إعلان امتلاكها السلاح النووي وهو سلاح الردع النووي.. أو الرد على الضربة الإسرائيلية بضربة موازية لها بالقوة والحجم لاستعادة الردع الذي فقدته كلياً..
إذ لطالما شكل دعمها لقوى المقاومة “دفاع متقدم” في وجه إسرائيل لكنها خسرت هذه الاستراتيجية المتمثلة بالدفاع المتقدم وتآكلت على مراحل:
ـ أولها: اغتيال اللواء قاسم سليماني في بغداد
ـ ثانياً: حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان الذي شكل ضربة تحت الحزام
ـ ثالثاً: اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب طهران وبضيافة الحرس والمرشد
ـ رابعاً: اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في بيروت والذي شكل منعطف تاريخي في تاريخ الحزب والمقاومة
ـ خامساً: سقوط نظام الأسد ومنظومته الأمنية في سورية.. واستكمال إسرائيل عملية تقويض القدرات العسكرية السورية وإنهائها والقضاء على معامل الدفاع التي كانت مدماك أساسي في صناعة الحزب العسكرية
ـ سادساً: تراجع الفصائل العراقية وانكفائها بعد الضربات التحذيرية و التحذيرات الشفوية التي تعرضت لها..
ـ سابعاً: توقيع الاتفاق بين الحوثي والأميركي لتحييد الاخير عن الضربات اليمنية ..
ـ ثامناً: التصعيد المستمر في غزة وإطباق الحصار ضد الفلسطيين وعدم قدرة حماس على الاستمرار في الحكم
ـ تاسعاً: نزع سلاح المخيمات الفلسطينية وملاحقة قادة الفصائل الفلسطينية في سورية وتعهد سلطات الأمر الواقع في سورية بالقضاء على تلك الفصائل ..
ـ عاشراً: الهجمات الإسرائيلية على نطنز وهو أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم وغيرها من المقرات العسكرية والمدنية داخل الأراضي الإيرانية واغتيال قادة في الحرس الثوري وعلماء ذرة..
في المقابل كانت الردود الإيرانية على كل تلك الأحداث ردوداً متحفظة وضبط للنفس وغير موازية للأفعال الإسرائيلية المتمادية ..
وبالتالي مع خسارتها للدفاع المتقدم الذي استثمرت به لعقود طويلة بحيث كان الحضور الإيراني الإقليمي وتحديداً في سورية والفصائل التي تدعمها في لبنان وفلسطين والعراق واليمن كانت الخط الدفاعي الأول والأصلب ضمن إستراتيجية “الدفاع المتقدم” وقد تلاشى للأسباب السابقة وتلاشت معه قوة الردع وتآكلت..
أما البرنامج الصاروخي المتقدم فقد جرى اختباره ودراسة القدرة على تحييده في الهجمات السابقة..
ويبقى لديها البرنامج النووي الذي يسعي الإسرائيلي إلى تقويضه بموافقة أميركية غربية ..
وعليه؛ وبعد أن بدت الصورة الآن أكثر وضوحاً فإيران أمام خيارين لتعويض هذه الخسارة إما إعلان الردع النووي أو استعادة الردع الدفاعي بردٍ موازٍ للفعل الإسرائيلي.. وإلا ستكون الخطوة الإسرائيلية التالية هي “إسقاط النظام الإيراني” إما مباشرة من قبل إسرائيل بضوء أميركي أو عبر أدواتها في الداخل..
أو القبول بالخسارة للدفاع المتقدم والقوة الصاروخية وتقويض القوة النووية بالتوصل إلى إتفاق وفق الشروط الأميركية وانكفائها عن القوة الإقليمية والتقوقع حول نفسها بعيداً عن الصراعات الخارجية.. وهو أمر مستبعد .. الساعات القادمة والأيام القادمة ستبلور الخيارات وتحدد مسار المنطقة المستقبلي..
كاتبة سورية