أحمد إيهاب سلامة: خيانة الأنظمة ونهضة الشعوب: غزة تنادي والعرب يهمسون والضمير الغربي يشرق

احمد ايهاب سلامة
ما آلت إليه الأمة العربية والإسلامية من خنوع وهوان، يستوجب وقفة صارمة لا مع مفهوم الوحدة العربية فحسب بل مع مسار الانكسار والهزيمة الذي غرقنا فيه
غزة التي تتعرض لعدوان همجي لا يتوقف، لم تعد مجرد ساحة معركة بل تحولت إلى ميزان أخلاقي يكشف مواقف الدول والشعوب وبينما صمتت الأنظمة العربية أو انحازت بصمتها خرجت الشعوب الغربية رغم بعدها الجغرافي والثقافي لتعبر عن إنسانيتها فتظاهرت واحتجت وفضحت جرائم الاحتلال
حين تتقدم مواقف الشعوب الغربية على مواقف أنظمة عربية وإسلامية تجاه قضايا الأمة فاقرأ على النخوة السلام.. لقد أثبتت شعوب أوروبا، رغم كل ما يقال عنها أنها تملك من القيم والضمير ما فاق كثيراً منا: مظاهرات اعتصامات جامعية، مؤتمرات داعمة لغزة، دعم إعلامي كثيف وحتى تحد مباشر للسفارات الصهيونية الى سفينة مادلين وغيرها، هذه الشعوب أثبتت أن الحضارة تقاس بالأخلاق لا بالسياسة التي لوثها المتآمرون من قياداتها على دماء غزة.
أما تهديدات أمريكا لإيران والعكس، فليست سوى زوبعة يخشى من ورائها “فرعون البيت الأبيض” من اتساع رقعة الحرب إلى حلفاء طهران وتهديد الوجود الإسرائيلي المصنوع من رعبٍ ووهم، موقف ترامب من وقف الحرب ليس إنسانيا بل خوفا من ارتداداتها عليه، كما ظهر جليا في شوارع واشنطن ونيويورك، حيث انفجرت الأزمات واهتزت شعبيته.
هل الحرب إلى هدنة؟
ربما ولكن مؤقتة، صمود غزة شعبا ومقاومة أوصل رسالة لا ترد: لا مفر للاحتلال الا من هدنة تُعيد أسراه إن كانوا يعنون له شيئا
لكن الهدنة لن تطول، فدورة الدم لم تكتمل والاحتلال على مشارف عقده الثامن والظروف تنذر بعودة النار، هذه الأرض تعرف أصحابها والمحتل يعلم أنه دخيل وأن الحق لا يغتصب إلى الأبد
نتنياهو في غيه لا يجني سوى مزيد من الخسائر، جنوده يُقنصون كالفئران وأسطورته الأمنية تتآكل، أما الشعب الفلسطيني فقد قدم من التضحيات ما لم يقدمه شعب في التاريخ وحين يعم الظلم، تشرق شمس الحرية لا محالة
فلسطين ستنتصر، لأنها صاحبة الحق ولأن ثقافة المقاومة باتت تولد مع الطفل قبل الشيخ
حمى الله فلسطين وأبقاها عنوان العزة والصمود.
كاتب اردني