مسيحيو الضفة يحيون “أحد الشعانين” وإسرائيل تمنع وصولهم إلى القدس

مسيحيو الضفة يحيون “أحد الشعانين” وإسرائيل تمنع وصولهم إلى القدس

رام الله/ عوض الرجوب/ الأناضول
أحيا مسيحيو الضفة الغربية، أحد الشعانين، بطقوس محدودة، وسط قيود حالت دون وصول معظمهم إلى القدس لإحياء هذا اليوم في كنائس المدينة وخاصة كنيسة القيامة.
ففي مدينة بيت لحم وأريحا ورام الله ونابلس وجنين، اقتصرت احتفالات الكنائس المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي والغربي والأرمني بأحد الشعانين، على الصلوات والقداديس.
و”أحد الشعانين” هو الأحد السابع من الصوم الكبير، والأخير الذي يسبق “الجمعة العظيمة”، التي تليها ذكرى “أحد قيامة المسيح”.
ويُحيي هذا اليوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استُقبل من الناس بأغصان النخيل والزيتون، وفرشوا له الطريق وحيّوه كملك، وفق المعتقدات المسيحية.
وللعام الثاني على التوالي تغيب مظاهر الاحتفال بسبب استمرار حرب الإبادة على غزة، وتقتصر على الطقوس الدينية، بينما اكتفى مسيحيون بحلول العيد بتزيين كنيسة المهد ببيت لحم بسعف النخيل وإضاءة الشموع.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، ترأس في كنيسة المهد الوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس فينذكتوس القداس، فيما الكنائس الأخرى في بيت لحم وبيت جالا، ترأسها رعاة الكنائس بمشاركة أبناء الرعية.
وبعد الانتهاء من القداديس، أقيمت الدورة التقليدية للشعانين داخل كنيسة المهد دون استعراضات كشفية خارج الكنائس، ثم جرى تبادل التهنئات.
وفي القدس، ترأس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وسائر بطاركة ورؤساء الكنائس، قداديس وصلوات أحد الشعانين في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة، بمشاركة لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وفق “وفا”.
في غضون ذلك، منعت إسرائيل وصول الآلاف من مسيحيي الضفة الغربية إلى مدينة القدس للمشاركة في إحياء أحد الشعانين.
وأشارت “وفا” إلى حضور “عدد محدود من المصلين، غالبيتهم من مدينة القدس وأراضي الـ48 (إسرائيل)، بعد أن حرم الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من المسيحيين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى المدينة المقدسة”..
وتشترط السلطات الإسرائيلية حصول فلسطينيي الضفة، على تصاريح خاصة لعبور الحواجز المحيط بالقدس، لكنها ترفض منحها غالبا.
ونقلت “وفا” عن نائب الرئيس العام لحراسة الأرض المقدسة، الأب إبراهيم فلتس، قوله إن “الاحتلال أصدر 6 آلاف تصريح فقط للفلسطينيين المسيحيين من محافظات الضفة الغربية، علما أن عدد المسيحيين في تلك المحافظات يقدّر بـ50 ألفا”.
وأضاف أنه “للعام الثاني على التوالي، يشارك عدد قليل من الحجاج في صلوات “الأسبوع المقدس” وعيد الفصح في مدينة القدس، وذلك بسبب تداعيات الحرب” على غزة.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية “بشدة التضييقات والإجراءات التعسفية التي تفرضها سلطات الاحتلال أمام حرية المواطنين وحركتهم للوصول إلى القدس”.
وأشارت الوزارة في بيان، إلى “حرمان آلاف المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية من دخول القدس للمشاركة في أحد الشعانين، بسبب سلسلة من العوائق والحواجز العسكرية المنتشرة في محيط المدينة وبلدتها القديمة، وفرض شروط معقدة للحصول على تصاريح”.
وطالبت الوزارة بـ”ضغط دولي جاد على الاحتلال لإجباره على الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني المحتل وحقوقه كافة كما وردت في القانون الدولي واتفاقيات جنيف، وفي مقدمتها حقه في حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة”.
فيما اعتبرت حركة حماس، “منع الاحتلال الإسرائيلي للمسيحيين في الضفة من الوصول للقدس لإحياء أحد الشعانين سياسة عنصرية تستهدف شعبنا ومقدساته”.
ودعت حماس “كنائس العالم كافة إلى إدانة الاحتلال واعتداءاته المتواصلة على حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة”.
كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ “خطوات جادة لوقف انتهاكاته الوحشية، وحربه الرامية إلى إبادة شعبنا وتصفية قضيته”.
ويولي المسيحيون حول العالم – وخاصة مسيحيو القدس – أهمية بالغة لهذا اليوم، بوصفه “ذكرى دخول ملك السلام (المسيح) إلى القدس”.
وفجر أحد الشعانين، استيقظ العالم على قصف إسرائيلي للمستشفى المعمداني في مدينة غزة، مع استمرار حرب الإبادة للعام الثاني على التوالي.
ويعيش في قطاع غزة نحو 1000 مسيحي من أصل أكثر من مليوني نسمة، يتبع نحو 70 بالمئة منهم طائفة الروم الأرثوذكس، التي تمتلك كنيسة مركزية في القدس، بينما ينتمي الباقون إلى طائفة اللاتين الكاثوليك.
وبدعم أمريكي مطلق، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكاب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن نحو 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
وبالتزامن صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 947 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية