فصائل عراقية مرتبطة بإيران تدعو إلى خروج القوات الأمريكية وتنبّه من تصاعد النزاعات في المنطقة عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران.

بغداد ـ (أ ف ب) – طالبت فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران الجمعة بمغادرة القوات الأميركية المنتشرة في البلد ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما حذّرت كتائب حزب الله خصوصا من “مزيد من الحروب في المنطقة” بعد هجمات إسرائيل على إيران.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، تبنّت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على مواقع في العراق وسوريا ينتشر فيها جنود أميركيون في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن السلطات العراقية نجحت إلى حد بعيد في إبقاء البلد بمنأى عن تداعيات الحرب التي طالت العديد من دول المنطقة.
واتهم فصيل كتائب حزب الله النافذ في بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”إعطاء الموافقة للكيان الصهيوني كي يرتكب عدوانه الإجرامي الغادر” على إيران، مضيفا “مهدت القوات الأميركية في العراق الطريق لهذا العدوان بفتح الأجواء العراقية، لتكون ممرا آمنا لسلاح الجو الصهيوني”.
وطالب الكتائب الحكومة العراقية بـ”إخراج هذه القوات العدائية بشكل عاجل من البلاد تجنبا لمزيد من الحروب في المنطقة ودرءا لسفك دماء شعوبها”.
بدوره، شدّد الأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي على ضرورة “إخراج الاحتلال الأميركي بشكل كامل من جميع أراضي وسماء العراق”، مؤكدا أن “العدوان الصهيوني الغادر (…) والانتهاك السافر لسيادة العراق وأجوائه بالتنسيق مع المحتل الأميركي (…) لن يمرّوا من غير حساب”.
كما دانت حركة عصائب أهل الحق “الإجرام الوحشي” بحق إيران، مؤكدة في بيان أن “هذه الجرائم والانتهاكات لن تمرّ دون عقاب صارم وحازم”.
ودعت كذلك المسؤولين العراقيين إلى “اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع اختراق العدو الصهيوني لأجواء العراق، عبر تسليح قواتنا المسلحة بمنظومات الدفاع الجوي الكفيلة بالكشف والتصدي، وعدم الرضوخ للضغوط الأميركية التي تمنع العراقيين من الدفاع عن سيادة بلدهم”.
وتحاول حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لطهران، الحفاظ على علاقات جيدة مع جارتها الإيرانية من جهة، ومع حليفتها الاستراتيجية الأميركية من جهة أخرى.
وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار تحالف دولي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وكشفت بغداد وواشنطن في أيلول/سبتمبر عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك بعد سبعة أعوام من إعلان القوات العراقية دحر تنظيم الدولة الإسلامية محليا، على أن يعقد العراق عوضا عن ذلك شراكات ثنائية مع كل دولة عضو في التحالف.