الأمم المتحدة: أزمة اللاجئين السودانيين تضع شرق تشاد على حافة الانهيار

جنيف-(أ ف ب) – حذّر المسؤول عن تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في تشاد فرانسوا بتالنغايا الجمعة من أنّ التدفّق الهائل للاجئين الفارّين من الحرب في السودان يدفع شرق تشاد “إلى نقطة الانهيار”.
وقال بتالنغايا خلال المؤتمر الصحافي الدوري للأمم المتحدة في جنيف، إنّ “تشاد تشهد أزمة، وشرق تشاد يقترب من نقطة الانهيار”.
وحذّر في مداخلته عبر الفيديو من نجامينا من “كارثة إنسانية” أخرى “تحدث في واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة وأكثرها عرضة لتقلّبات المناخ”.
يشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وأدى النزاع إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ما أجبر أكثر من أربعة ملايين شخص على النزوح.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ من بين هؤلاء النازحين “أكثر من 850 ألف لاجئ سوداني عبروا الحدود إلى تشاد”، لينضمّوا إلى 400 ألف سبقوهم.
ويزيد هذا النزاع الضغوط على تشاد التي تعاني من “انعدام الأمن الغذائي” منذ ست سنوات.
مع اقتراب موسم العجاف، أي الفترة التي تسبق موسم الحصاد الأول والتي ينفد خلالها محصول الحصاد السابق، حذّر بتالنغايا من أنّ “3,3 مليون شخص سيواجهون صعوبة في توفير الغذاء”، وهذا العدد خمسة أضعاف ما كان عليه في بداية العقد الحالي. وأشار في هذا الإطار إلى “زيادة مثيرة للذهول”.
مع ذلك، أشاد المسؤول عن تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة بـ”إبقاء تشاد حدودها مفتوحة، رغم التحديات التي تواجهها”.
ولكنّه أعرب عن قلقه من وصول “ألفي” لاجئ سوداني يوميا إلى معبر تاين الحدودي، مؤكدا أنّ “الضيافة التي توفرها تشاد منذ فترة طويلة باتت تخضع لضغط شديد”.
ويأتي تدفّق هذا العدد الكبير من اللاجئين في ظلّ الاكتظاظ الذي تشهده المخيّمات التي من المفترض أن يقيموا فيها.
وقال بتالنغايا “لم يعد لدينا المال الكافي لإنشاء مخيّم للاجئين”.
وأضاف أنّه قبل هذا التدفّق الكبير للاجئين، كان “حوالى مليون شخص في شرق تشاد بحاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية”.
وأضاف أنّ هؤلاء الأشخاص باتوا يتقاسمون “القليل الذي يملكونه، من طعام وماء ومساحة، مع الفارّين من الحرب” في السودان.
وأشار إلى أنّ الحالة الطارئة لا تتعلّق “فقط باللاجئين، ولكن أيضا بالمجتمعات التشادية التي تستضيفهم”.