تداعيات الحرب الإيرانية: تصرفات المرشد تتماشى مع تصريحاته.. ليس من مصلحة أي دولة عربية أن تترك إسرائيل تتفرد في المنطقة.. ينبغي على مصر الاستعداد لما هو قادم واتخاذ الحيطة.

تداعيات الحرب الإيرانية: تصرفات المرشد تتماشى مع تصريحاته.. ليس من مصلحة أي دولة عربية أن تترك إسرائيل تتفرد في المنطقة.. ينبغي على مصر الاستعداد لما هو قادم واتخاذ الحيطة.

 

القاهرة – “رأي اليوم”:
تداعيات متلاحقة للضربة التي وجهتها إسرائيل اليوم لإيران، وهي الضربة التي أججت الصراع في الشرق الأوسط وجعلته على شفا حفرة من النار التي لن يكون في مقدور أحد إيقافها.
الحديث عن تداعيات الضربة لم يتوقف، واستنفر المحللون السياسيون، واجتهدوا في قراءتها وتوقع آثارها على المدى القريب والبعيد سواء بسواء.
د.نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة تقول إنه برغم خطورة الضربات الإسرائيلية ضد إيران، فإنها ليست سوى البداية، وذلك أن استهداف إسرائيل مراكز القيادة والسيطرة ومنظومة الدفاع الجوي يضعف من قدرة إيران على التصدي لأي هجمات إسرائيلية مقبلة.
وتضيف أنه طالما هدف إسرائيل هو أن تظل متفردة بامتلاك السلاح النووي فمازال أمامها بنك ضخم من الأهداف الإيرانية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة شريكة في عملية التمويه الاستراتيجي بالحديث عن جولة جديدة من المفاوضات في مسقط، وبالأمس فقط تحدث ترامب عن أنه تم التوصل لاتفاق جيد مع إيران لكنه يتطلع لاتفاق أفضل وأنه لا داع لضرب إيران طالما هناك اتفاق معها- بينما الإدارة الأمريكية على علم بالهجوم الإسرائيلي الوشيك.
وعن الرد الإيراني ترى”نيفين مسعد” أنه سيحدد مستقبل النظام في الجمهورية الإسلامية، فبعد عشرات السنين من احتمال العقوبات الاقتصادية القاسية جدا والتصميم على بناء البرنامج النووي -من الصعب أن يبتلع المواطن الإيراني هذا الانكشاف العسكري لدولته،فضلا عن تدمير قدراتها النووية.
وتختتم مؤكدة أنه ليس في مصلحة أي دولة عربية أن تنفرد إسرائيل بالمنطقة.
مصر لم تكن بعيدة عن الحدث الجلل، حيث قالها د.محمود كبيش العميد الأسبق لكلية الحقوق جامعة القاهرة صراحة ودون مواربة: “مصر السلام يجب أن تستعد بكل الوسائل والأدوات والتحالفات المعلنة وغير المعلنة لما هو قادم”.
ويحذر “كبيش” من أن الصهيونية تخطط وتدبر بكل إتقان.
في ذات السياق يقول الكاتب والإعلامي محمد علي خير إنه بعد تدمير كل القوى الإقليمية: العراق، سورية، لبنان وحزب الله، إيران، أصبحت الأرض ممهدة أمام اسرائيل كي تنفذ خطتها الاستراتيجية وهي السيطرة الكاملة علي المنطقة.
ويتساءل “خير”: من هي القوة التي بقيت؟
ويجيب: مصر والجيش المصري العظيم، لافتا إلى أن تلك هي المواجهة القادمة، سنخوضها بمفردنا.
ويختتم مؤكدا أن مصالح بعض الأطراف العربية باتت مع العدو، داعيا إلى الانتباه والحذر والاستعداد.
أقوال المرشد وأفعاله في سياق الحرب ألقى المرشد الإيراني خامنئي كلمة قال فيها إن الضربات الإيرانية ستكون ساحقة وطمأن الشعب الإيراني إلى أنه لن يكون هناك تقصير في الرد.
كلمة المرشد نزلت بردا وسلاما على الكثيرين، وتصديقا لما جاء فيها تم رصد مرور صواريخ يعتقد أنها أطلقت من إيران تجاه الأراضي المحتلة مساء الجمعة، وذلك عبر أجواء شمال سيناء وبئر العبد والعريش والشيخ زويد، وفق سكان شهود لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان.
وعن قراءته لكلمة المرشد يرى الكاتب محمد عبد اللاه أن كلمة المرشد الأعلى الإيراني جاءت قوية، وزادها قوة تزامنها مع وصول نحو 150 صاروخا إيرانيا إلى إسرائيل وسقوط عدد منها في تل أبيب وكذلك انتشار سحابات من الدخان فوق المدينة.
واشتعلت النار قرب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ويرى عبد اللاه أن إيران استفاقت من الضربة الإسرائيلية المفاجئة واستجمعت قواها وبدأت في التصدي للطائرات الإسرائيلية المغيرة وأطلقت حتى الآن مئات الصواريخ على إسرائيل.
ويختتم مؤكدا أن الضربات الإيرانية لن تكون محدودة، ولن يكون لها سقف على أساس أن إسرائيل هي التي بدأت بالعدوان، لافتا إلى أنه لو استمر هذا السجال اياما سيكون ثقيلا على إسرائيل بكل معنى الكلمة.

المسجد الأقصى

في سياق آخر أثار منع الصهاينة صلاة الجمعة فيه اليوم بحجة الحرب مع ايران عاصفة من الغضب، حيث اعتبر الكثيرون أن ما حدث بروفة للتحكم في غلق المسجد ومنع الصلاة كما يفعلون في المسجد الابراهيمي بالخليل.
وهو الأمر الذي دعا الكثيرين لأخذه مأخذ الجد، وعدم السكوت عليه قبل فوات الأوان.