إدانات عربية شاملة و”غير عادية” للاعتداء الإسرائيلي على إيران.. وتحذيرات من العواقب “الخطيرة” للتصعيد في المنطقة

إدانات عربية شاملة و”غير عادية” للاعتداء الإسرائيلي على إيران.. وتحذيرات من العواقب “الخطيرة” للتصعيد في المنطقة

إسطنبول/ الأناضول
أدانت دول عربية، الجمعة، العدوان الإسرائيلي على إيران، محذرة من تداعيات توسيع التصعيد على المنطقة.
جاء ذلك وفق مواقف رسمية صادرة عن السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عمان والكويت ومصر والجزائر والعراق بخلاف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وذلك عقب إطلاق إسرائيل هجوما واسعا على إيران أسمته “الأسد الصاعد”، قصفت خلاله منشآت نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء.
أولا: الدول
** السعودية
قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: “تعرب المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية”.
وأضاف البيان: “إذ تدين المملكة هذه الاعتداءات الشنيعة لتؤكد أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري”.
** قطر
أفادت الخارجية القطرية، في بيان بأن بلادها “تعرب عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة وتعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادة ‎إيران وأمنها وخرقاً واضحاً لقواعد ومبادئ القانون الدولي”.
وأعربت قطر في البيان ذاته، عن “بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطير الذي يأتي في سياق نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية
وجددت قطر “موقفها الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والداعي إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد الذي من شأنه توسيع رقعة النزاع وتفويض الأمن والاستقرار في المنطقة”، وفق البيان ذاته.
** الإمارات
أفادت الخارجية الإماراتية، في بيان، إن بلادها “تدين بأشد العبارات، الاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرضت له إيران، وعبرت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأكدت وزارة الخارجية، “أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع”.
وجددت الإمارات التأكيد على “إيمانها بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة”.
وشددت الإمارات على “ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد”، داعية مجلس الأمن إلى “اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين
** سلطنة عمان
أعربت وزارة الخارجية العمانية، في بيان، عن “الإدانة الشديدة للعدوان العسكري الغاشم الذي شنّته إسرائيل على أراضي إيران”، محملة تل أبيب المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته.
ودعت السلطنة “المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطير، الذي يهدد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة”، مجددة “موقفها “الثابت بأن الأمن لا يُبنى بالعدوان، وإنما بالحوار والوسائل السلمية، مع احترام سيادة الدول وتطبيق القانون الدولي والعدالة.
** الكويت
أعربت الخارجية الكويتية في بيان، عن “الإدانة والاستنكار الشديدين للهجمات الإسرائيلية على إيران، في انتهاكٍ صارخٍ لكافة القوانين والمواثيق الدولية، وبما يعد اعتداءً سافراً على السيادة الإيرانية ويعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر”
وجددت الكويت في البيان ذاته “دعوتها للمجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياتهما في وقف هذه الانتهاكات بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة”.
** مصر
أدانت مصر، في بيان للخارجية، العدوان الإسرائيلي على إيران، واعتبرته “تصعيدا إقليميا سافرا بالغ الخطورة، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي”، واستنكرت “هذا العمل غير المبرر والذي سيؤدى إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة”.
وأكدت مصر أن ذلك “يقود إلى صراع أوسع في الإقليم وينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار المنطقة، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها إلى حالة من الفوضى العارمة”، وفق البيان ذاته.
** الجزائر
وأعربت الجزائر في بيان للخارجية، عن إدانتها واستنكارها للعدوان “الاسرائيلي السافر” على إيران، داعية مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته إزاء ما يحدث.
** العراق
وفي لقاء مع القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى بغداد، ستيفن فاجن، جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجمعة، رفض بلاده “القاطع” لاستخدام أراضيها وأجوائها في تنفيذ أعمال عدائية ضد أي دولة مجاورة.
ونقل بيان صدر عن مكتب السوداني تأكيده على “موقف العراق الثابت والحاسم بأن ما حصل ضد إيران يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”.، واعتبره “عملاً عدوانياً يقوّض قواعد النظام الدولي ويهدد الأمنين الإقليمي والدولي”.
وشدد السوداني، على أن “توقيت الاعتداء، الذي جاء في وقت لا تزال فيه المساعي الدبلوماسية جارية، لا يُضعف جهود التهدئة فحسب، بل يكشف عن نية متعمدة للتصعيد وجرّ المنطقة إلى مواجهة أوسع بدلاً من منعها”.
ودعا إلى “ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خطوات مسؤولة ومباشرة لإعادة التأكيد على حظر استخدام القوة، والعمل على منع انزلاق المنطقة إلى دوامة من العنف غير المنضبط”.
ثانيا: المنظمات
** الجامعة العربية
أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان “الهجمات الاسرائيلية على الأراضي الإيرانية”، مؤكدة أنها ” تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”،
ودعت إلى “تدخل حاسم وفوري من المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات التي تهدد بإشعال المنطقة”، مشددة على “ضرورة احتواء التصعيد وعدم ترك الأمور تخرج عن السيطرة”.
** التعاون الإسلامي
كما أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان بأشد العبارات “الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبرتها “انتهاكا صارخا لسيادة إيران وأمنها وللقوانين والأعراف الدولية”.
ودعت المنظمة “المجتمع الدولي ومجلس الأمن الى تحمل مسؤوليته تجاه هذا العدوان، الذي يهدد بتقويض الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة بأكملها، والتحرك العاجل والحازم لوقفه”
** هجوم واسع
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن هجومه “الاستباقي”، الذي يتواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية”.
بالمقابل، أكدت إيران على حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي – عبر رسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل، بـ”برد ساحق” يجعلها تندم على هجومها.
وهذا الهجوم الإسرائيلي الأوسع من نوعه على إيران، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
بينما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم الإسرائيلي بـ”المثالي”، مشيرا إلى أنه منح إيران 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وأن هذه المهلة انتهت أمس الخميس، تتصاعد تحركات واتصالات إقليمية، في مسعى لتجنيب المنطقة تصعيدا قد يتحول لحرب شاملة.