أ. د. جاسم يونس الحريري: معلومات حساسة حول التحضيرات اللوجستية واستراتيجية الخداع الإسرائيلية في الهجوم على إيران.

أ.د.جاسم يونس الحريري
نفّذ الكيان الصهيوني ما أسماه “عملية خداع” في الأيام التي سبقت ضرباتها غير المسبوقة على ايران فجر يوم الجمعة الموافق 13/6/2025 بهدف إيهام القيادة الإيرانية والرأي العام الصهيوني بعدم وقوع هجوم.وكانت العملية شملت “خداع” وسائل الإعلام والمعلقين السياسيين، و”بالتالي نجحت في مفاجأة إيران”.وأضاف أحد المسؤولين الصهاينة أن الخطة لم تضم سوى “عدد قليل من الشركاء السريين”، وأن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني ، بنيامين نتنياهو، وزّع إعلانات وإحاطات إعلامية تهدف إلى التأثير على الخطاب في إيران والكيان الصهيوني . ومن ضمن تكتيكات الخداع والتمويه التي استخدمها الكيان الصهيوني ماذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست الصهيونية أن الكيان الصهيوني تعمد تصدير فكرة ان الاجتماع الوزاري الأمني امس الخميس كان بهدف مناقشة موضوع الرهائن لدى حركة حماس ، وهو الاجتماع الذي اتخذ فيه القرار بتوجيه ضربة لإيران في الساعات الأولى من صباح اليوم دونما اعلان عن ذلك .وقال مسؤول في الحكومة الصهيونية للصحيفه ((إنه حتى وزراء الحكومة الاسرائيلية لم يتم اطلاعهم على الهدف الحقيقي لاجندة الاجتماع قبل استدعائهم له وذلك بهدف تضليل إيران)) .وكشف المسؤول الصهيوني ((انه عند مصارحة أعضاء الحكومة بموضوع توجيه الضربة لايران وافقوا جميعا متعهدين بالحفاظ على سرية القرار لحين تنفيذه)) .
كما كشف عن ((أن أشخاصا في ادارة نتنياهو كانوا على علم مسبق بخطة الهجوم وهم تحديدا رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجيه ودافيد بارنيا مدير الموساد ، بالاضافة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي شارك بنفسه في خطة الخداع وتعمد اذاعه أنباء عن قضائه عطله نهايه الأسبوع برفقه عائلته في منطقه الجليل استعدادا لزفاف نجله الأصغر انفير يوم الثلاثاء القادم وهو ما خلق انطباعا باستبعاد القيام بعمل عسكري كبير في الساعات القادمة)).ووفقا لصحيفة فإن من بنود خطة الخداع الأخرى ، ((اعلان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن زيارة سيقوم بها مدير الموساد ووزير الشؤون الاستراتيجيه في الحكومة الاسرائيلية للولايات المتحدة اليوم الجمعه للحديث مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف حول جولة المحادثات السادسة بين الولايات المتحدة وايران التي كانت مقرره يوم الاحد القادم في مسقط.كما تعمد مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية رفض التعليق بالنفي او بالايجاب على التقارير الاخبارية التي قالت ان هناك خلافا بين اسرئيل والولايات المتحدة الأمريكية حول توجيه ضربة لإيران وهو ما أوحى ان هناك ازمة مكتومه في العلاقات الاسرائيلية -الأمريكية)).
واعتبرت الصحيفه الصهيونية ((ان ما تردد عن وجود خلافات بين أعضاء الائتلاف الحاكم في اسرائيل يهدد بقاءه كان من بين العوامل التي جعلت إيران تبتلع الطعم وتولد لديها قناعه بأن الظرف السياسي في اسرائيل لن يسمح بعمل عسكري كبير ، فكان ذلك بمثابة ستارة الدخان التي أخفت النوايا الاسرائيلية لشن الهجوم)).بدورها، قالت القناه 12 للتلفزيون الصهيوني إن مهلة الستين يوما التي أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب في 12 من ابريل الماضي للتوصل للاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي كانت قد انتهت ، فكانت الضربة الصهيونية في اليوم الـ 61 ، أي في اليوم التالي على انتهاء المهلة الأمريكية ، وهو ما استغله الكيان الصهيوني كموعد مناسب لشن ضربتها لايران فجر اليوم (الجمعة) .واعتبرت القناة الصهيونية أن تكتيكات الاخفاء والتمويه التي اتبعها الكيان الصهيوني ، والتي صادفها عنصر التوقيت الملائم كانت سببا في مضاعفة الأثر الناتج عن العملية العسكرية الصهيونية ضد إيران فجر يوم الجمعة. وكشف موقع “وللا” العبري أن العملية الواسعة وغير المسبوقة التي نفذها الكيان الصهيوني ضد المنشآت النووية ومواقع الصواريخ والعلماء والجنرالات، جاءت بعد ثمانية أشهر من التحضيرات السرية المكثفة.وزعم الموقع الصهيوني أن العملية العسكرية شملت عملية سرية للموساد الصهيوني من ثلاث حملات، وهي:
1.أنشأ الموساد قاعدة طائرات مسيرة مفخخة في قلب إيران، لاستخدامها في الهجوم.
2.نشرت وحدات كوماندوز صهيونية أنظمة أسلحة دقيقة بالقرب من منظومات صواريخ أرض/جو إيرانية، وأُطلقت في وقت واحد نحو الأهداف.
3.قام الموساد بزرع أنظمة هجومية وتكنولوجيا متطورة داخل مركبات، واستُخدمت لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية بمجرد بدء الهجوم.
وقام الكيان الصهيوني بإجراءات داخل الجبهة الداخلية الصهيونية استعدادا للرد الايراني والذي سيكون قاسيا جدا وكما ياتي:
1.إغلاق المجال الجوي الصهيوني ، وإيقاف العمل بمطار بن غوريون الدولي حتى إشعار آخر.
2.إخلاء الطائرات من مطار بن غوريون بشكل كامل، وإبعادها عن المكان.
3.إغلاق النظام التعليمي بالكامل، بما فيه الندوات، والأنشطة الرياضية في النوادي الرياضية.
4.إغلاق كافة أماكن العمل، إلا إذا صُنّفت كنشاط اقتصادي أساسي.
5.حظر كافة الأنشطة التجارية والخدمات التي تشمل استقبال الجمهور.
6.إغلاق كافة الأماكن العامة، بما فيها مراكز التسوق، والعروض، وحفلات الزفاف، والمعابد اليهودية، والأنشطة الثقافية.
7.لن يكون هناك أي نشاط في العيادات الصحية، وتوصية الجمهور الصهيوني بعدم الذهاب إلى المستشفيات إلا في الحالات العاجلة، مع تسريح المرضى الذين لا يحتاجون للبقاء في المستشفيات.
8.أغلقت شركة السكك الحديدية الصهيونية المحطات، وقلّصت النشاط على الخطوط المركزية.
9.استخدام الحافلات بشكل محدود، مع التركيز على الخدمة إلى المستشفيات والوجهات الأساسية.
10.إلغاء المسيرات المناهضة للحكومة الصهيونية والمطالبات بإبرام صفقة تبادل أسرى، والتي تُنظم كل يوم سبت.
11.نشر آلاف الجنود بموجب الأمر رقم (8)، في التشكيلات الحيوية في سلاح الجو، وقيادة الجبهة الداخلية، والقيادتين الشمالية والوسطى، والمخابرات العسكرية، مع تعزيزات في الضفة الغربية.
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
[email protected]