العراق يعلن عن خطوات “عملية” لمواجهة انتهاكات إسرائيل لأجوائه

ليث الجنيدي/ الأناضول
أعلنت القوات العراقية، السبت، اتخاذ “إجراءات عملية” ضد انتهاك اسرائيل لسيادة البلاد باختراقه المجال الجوي، وذلك لتنفيذ عدوان عسكري ضد إيران.
جاء ذلك وفق بيان للناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان، بعد انتهاك إسرائيل الأجواء العراقية خلال عدوانها على إيران.
وأفاد النعمان، بأن حكومة بلاده “تجدد رفضها القاطع والتام لانتهاك الأجواء العراقية واستخدامها في الاعتداءات العسكرية التي ترتكبها إسرائيل ضد إيران أو ضد أي من دول الجوار الإقليمي”.
وأشار البيان إلى أن رفض الحكومة يأتي لأن “هذا الأمر يمثل التزاماً أساسياً ودستورياً من العراق بسياسة حسن الجوار، ومنع استعمال أراضيه ومياهه وسمائه لتكون منطلقاً لأي اعتداءات تطال دول الجوار، التي تربطها معها أفضل العلاقات على مختلف المستويات”.
وتتابع الحكومة العراقية، وفق البيان، مع الأطراف الدولية المعنية جميع “هذه الأفعال غير القانونية، التي تعد انتهاكا صارخاً للسيادة العراقية ومبادئ القانون الدولي، بما لها من تأثيرات سلبية على الاستقرار والسلم في المنطقة”.
وطالبت الحكومة العراقية الولايات المتحدة بـ”تحمّل مسؤوليتها وفقاً للاتفاقيات المبرمة بين البلدين، والأعراف والمواثيق الدولية، بما يؤدي إلى منع طائرات إسرائيل من تكرار اختراق الأجواء العراقية وتنفيذ الاعتداءات”، حسب البيان.
وأضاف: “لقد التزم العراق بأعلى درجات ضبط النفس أملاً في فسح المجال للحلول الدبلوماسية والسياسية لنزع فتيل الأزمة بالطرق السلمية”.
وحذر البيان، من أن العراق “لديه الحق وفقاً للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة في استخدام إمكانياته بالتصدي لأي خرق للسيادة الوطنية من أية جهة كانت”.
وأشار إلى أن البلاد اتخذت “بناءً على توجيه رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة (محمد شياع السوداني)، ومن خلال وزارة الخارجية، وممثلية العراق في الأمم المتحدة، إجراءات عمليّة ضد انتهاك إسرائيل للسيادة العراقية، باختراقها أجوائه”.
ولم يحدد المسؤول العسكري العراقي طبيعة تلك الإجراءات، إلا أن بلاده تقدمت، الجمعة، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي أدانت فيها اختراق إسرائيل لمجالها الجوي خلال تنفيذ “اعتداءات عسكرية” في المنطقة.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم “استباقي” وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية “غير المسبوقة” تهدف إلى “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى”.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية اسمتها “الوعد الصادق 3″، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 201 آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “حدث خطير جدا” في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.