أيوب نصر: تحليل للتصريحات المرتبطة بالأزمة الإيرانية الإسرائيلية

أيوب نصر: تحليل للتصريحات المرتبطة بالأزمة الإيرانية الإسرائيلية

 

 

أيوب نصر

هجمت إسرائيل فجر الجمعة (13/06/2025) على  إيران، في عملية تضمنت هجوم جويا واستخباراتيا، وشمل الهجوم  ضربات لمنشآت نووية مهمة، في مقدمتها منشأة “نطنز” التي تعد القلب التقني للمشروع النووي الإيراني، إلى جانب اغتيال شخصيات قيادية كبيرة، منها رئيس الأركان، وقائد فيلق بالحرس الثوري، وعلماء بارزون في المجال النووي.

على غير العادة لم يتأخر الرد الإيران، والذي جاء بعد ساعات معدودات، وشكل صدمة قوية سواء للاسرائيليين أو المتابعين، لأنه جاء لموازنة الردع، فأصاب مجموعة من المراكز العسكرية والقواعد الجوية ومراكز للصناعات العسكرية، كما أشارت صحيفة هآرتس، إلى أن الصواريخ الإيرانية دمرت 9 مبانٍ بشكل كامل في رمات غان وسط إسرائيل، بينما تضررت مئات المباني، وقال رئيس بلدية رمات غان إن 100 شخص باتوا بلا مأوى بسبب الهجوم الصاروخي الإيراني، وكل هذا في ظل تكتم شديد من الجانب الإسرائيلي

وأثناء كل هذا وذاك، كانت تصريحات لمسؤولين كبار في دول أخرى تصدر من هنا وتلقى من هناك، يمكن منها ان نستشف ماذا يحدث ونستشرف ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع

كان أول تصريح هو لوزير الخارج الأمريكي ماركو روبيو جاء  في بيان رسمي وزعه البيت الأبيض: ى إن إسرائيل اتخذت الليلة الماضية إجراءً أحادي الجانب ضد إيران ولسنا متورطين في الضربات”.

لكن سلاح الجو والصواريخ التي استعملت في الهجمة الإسرائيلية على إيران كانت أمريكية، لكن الولايات المتحدة تبقي نفسها بعيدة حتى تتدخل بعد ذلك لضبط الأمور ودفعها نحو الاستقرار، ولو سارت الأمر على هذا النحو فستكون هذه ضربة أمريكية لإسرائيل، كما فعلت مع بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر، فبعد أن وجد الدول الثلاثة ( بريطانيا، فرنسا، وإسرائيل) أنفسهم غارقين في مصر، لا هم قادرون على الانتصار ولا هم يتحملون الانكسار، طلب بريطانيا من الولايات المتحدة التدخل وإنقاذ الموقف، ومن لحظتها بريطانيا تسير خلف التوجه الأمريكي ولا تحيد عنه إلا لماما.

فلو تدخلت أمريكا بعد هذه الهجمات لإخراج إسرائيل من مأزقها، فستكسر الغطرسة الإسرائيلية ولن ترى اسرائيل بعد ذلك تحلق وحيدة بعيدا عن التوجه الأمريكي.

وهي فرصة أيضا لرد صفعة لروسيا والصين، وحفظ ماء وجه السلاح الأمريكي، بعد إهانته في الحرب الباكستانية الهندية، ولهذا حرصت أمريكا على تزويد إسرائيل بصواريخ AGM-114 هيلفاير  يوم الثلاثاء الماضي.

أما وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف فقال أن باكستان تقف خلف إيران بكل حزم وبكل الطرق، وهنا يمكن نرى الوجود الروسي والصيني، وذلك بإعطاء غطاء نووي لإيران، يغنيها أولا عن الذهاب إلى انتاج قنبلة نووية في هذه الأيام، كما يشكل توازنا في الردع النووي مع إسرائيل.

نفت بريطانيا أن تكون أسلحتها شاركت في الهجوم الإسرائيلي أو في صد الهجوم الإيراني، وهذا يمكن أن يستدل به على وجود أطراف نووي وقوية تقف خلف إيران، أي الصبن وروسيا.

عدم تدخل بريطانيا ودخول الصين وروسيا عن طريق باكستان، يشكل توازنا في ميزان الردع النووي، وفي الوقت نفسه يمنع الايرانييين ويغنيهم عن انتاج قنبلة نووية في الأيام القادمة، بما قد لا بخدم مصالح الصين وروسيا مستقبلا، ولهذا أرى في الأيام القليلة القادمة ستتدخل الولايات المتحدة لخفض التوتر، ووقف القصف والقتال.
باحث في الشأن الأوراسي والفكر الجيوسياسي