سفيان بن مصطفى بن حسين: يا علي، أحيا العرب من جديد

سفيان بن مصطفى بن حسين: يا علي، أحيا العرب من جديد

 

سفيان بن مصطفى بنحسين

يقول الراحل الكبير عبد الوهاب المسيري في كتابه موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية إن الفرق بين اليهودية والصهيونية أن الأولى ديانة يعتنقها البعض أما الثانية فمصطلح سياسي قد يتبناه حتى غير اليهود، وأضيف على ما قال المسيري أن من يتبنى الصهيونية قد يكون حاكما أو مفكرا أو فردا من قطيع مسلوب الإرادة والتفكير داخل هذا الوطن العربي المكلوم من أقصاه إلى أقصاه. الصهيوني هو من سهل للأمريكان غزو العراق بفتح مجاله البري أمام دبابات الأبرامز لتعبر إلى أم قصر تليها البصرة وصولا إلى بغداد وما بعدها، الصهيوني هو من جعل بلاده قاعدة عسكرية أمريكية تنطلق منها الطائرات والصواريخ لضرب الدولة العراقية، الصهيوني هو من منع الحجاج العراقيين من زيارة الأراضي المقدسة طيلة عقد من الزمن أو يزيد بتعلة الخلاف مع صدام، والصهيوني اليوم هو من تبتهج نفسه بالعدوان الصهيوني الغاشم على إيران ولبنان واليمن، معللا ذلك إما بالإختلاف المذهبي وإما بحرب الخليج في ثمانينات القرن الماضي متناسيا أن من باع العراق وشعبه هي دول الإتفاقيات الإبراهيمية اليوم والدول الداعمة لما يسمى زورا وبهتانا بالثورة السورية. ولكم في كلمة الراحل صدام عن خيانة فهد خير دليل.

بإسم الشهيد البطل صدام حسين يتبنى البعض مواقف وخطابات لا تكاد تميزها عن خطابات النتن ياهو، أي إساءة بالغة تطال الرجل ممن يدعون أنهم سائرون على دربه وهو الذي قضى عمره محاربا للإمبريالية العالمية وكان حربة في وجه النفوذ الصهيو-أمريكي في المنطقة، ألم يبادر الصهاينة بقصف مفاعل تموز؟ ألم يرد العراق بعد سنوات بقصف تل أبيب وتدمير أحياء بأكملها؟ ألا تخبرنا شهادات صناع القرار في السبعينات أن صدام أشرف شخصيا وهو نائب للرئيس البكر على إرسال قوات برية لدمشق حماية لها من الغزو الصهيوني رغم خلافه المعلن مع الأسد، وكان طه ياسين رمضان –أبو نادية- على رأس القوة العراقية. بين صدامنا وصدامكم مسافة موقف ورجولة، ونعلم ونحن الدارسون لحياته من بدايتها إلى نهايتها أنه لو كان بيننا اليوم لإنخرط في الحرب ضد الصهيونية وسخر لها ما إستطاع من قوة كما عهدناه دوما، لا أن يقف على الربوة ويدعو الإله بقلب صد –اللهم إضرب الظالمين بالظالمين-

الدمار الذي شهدته تل أبيب الكبرى يشفي صدور قوم مؤمنين، ومن أبت عليه نفسه الإرتياح لمشاهد الدمار في حيفا ويافا والجليل فقد إعتنق الصهيونية التي حدثنا عنها المسيري وأشرت لها في بداية هذه المقالة، الصهيونية أن تفرح لفرح النتن ياهو وتبتئس لبؤسه، أن يسعدك نجاح غارات عصابته ويحزنك فشل قببه الإعتراضية، أما نحن فنستعيد ذكرى القصف الصهيوني على تل أبيب وما أسماه الإعلام الصهيوني آنذاك ب-ساعة صدام- وكانت موعدا يوميا للصهاينة للهروب من غوش دان إلى المناطق البعيدة عن المركز هربا من صواريخ الحسين والعباس والحجارة. ما أشبه اليوم بالأمس، تعود ساعة صدام إلى دورانها ويفر قطعان الصهاينة ليلا إلى أوكارهم هربا من الرد الإيراني، أما شيوخهم فالمشهد لديهم مألوف وقد خبروه في تسعينات القرن الماضي وما عليهم إلى الفرار كما يفر اللصوص الذين لا تربطهم صلة بالأرض ثم إنتظار المدد الغربي أو العربي وهو الأقرب.

يحدثنا التاريخ أن باب خيبر قد فتحه عليا، وأن كبيرهم مرحب قد تلقاه ذو الفقار  بعاجل طعنة كتبت للمسلمين نصرا مؤزرا، ولا نرى إلا عليا آخر يأتي من بلاد فارس ليفتح الله على يديه، وبعيدا عن إسفين الطائفية المغروس في جسد الأمة بجناحيها العربي والإسلامي وجراح الماضي وآلامه فإن من باع فلسطين هم حكام المحميات الأمريكية في الخليج العربي ونواطير النفط والغاز، أما الداعم لها فإسألوا عنه أبا عبيدة حفظه الله وسيخبركم عن إخوة الدم ورفاق السلاح اليوم في صنعاء وجنوب لبنان الجريح وفي طهران شاء من شاء وأبى من أبى وأن أي عربي مسلم صحيح الدين والضمير لن يمتلك ترف التردد في إدانة العدوان الصهيوني على إيران ومباركة رد الجمهورية الإسلامية، فليس علينا الإلتفات كثيرا إلى الهوية السياسية أو العرقية أو المذهبية لمنفذي هذه الضربات، المهم أنهم نصروا المظلوم ومسحوا دمع اليتيم في غزة وواسوا أما ثكلى في لبنان وربتوا على كتف أب مكلوم في اليمن. المجد للمقاومين بكل عرقياتهم وأديانهم وتوجهاتهم الفكرية والخزي والعار للصهاينة الجدد.
كاتب تونسي
[email protected]