تلف خطوط الأنابيب في مصافي النفط الإسرائيلية بحيفا

زين خليل/الأناضول
أعلنت شركة “بازان” المشغلة لمصافي النفط في حيفا شمالي إسرائيل، الأحد، تضرر خطوط أنابيب جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية.
وقالت الشركة في بيان أرسلته إلى بورصة تل أبيب، إنه “نتيجة الهجوم الصاروخي على شمال البلاد خلال نهاية الأسبوع، تضررت بشكل موضعي خطوط أنابيب ونقل بين منشآت داخل مجمع بازان”، حسبما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وأضافت الشركة أنه حتى صدور بيانها، ظهر الأحد، “لا تزال منشآت التكرير في المجمع تواصل العمل، في حين تم إيقاف بعض المنشآت الثانوية (لم تحددها)”.
وأشارت إلى أن الأضرار التي لحقت بالمجمع لم تؤد إلى “سقوط إصابات أو أضرار بشرية”، على حد قولها.
وبشكل عام تفرض تل أبيب قيودا شديدة على عمليات الإبلاغ عن الأضرار المادية أو البشرية جراء الهجمات الإيرانية.
وأردفت الشركة في بيانها أنها تفحص تأثير الهجمات على نشاطها، وطريقة وتوقيت إعادة المنشآت الثانوية للعمل، بما في ذلك تداعيات الضرر على نتائجها المالية.
ومنذ سنوات، يهدد الإيرانيون بضرب منشآت البنية التحتية الاستراتيجية في إسرائيل، وتُعد منطقة خليج حيفا أحد الأهداف البارزة بالنسبة لإيران، وفق الصحيفة.
وتراجعت أسهم الشركة في بورصة تل أبيب بنسبة 2.8 بالمئة بعد نشر البيان.
من جهته، رأى إلعاد هوخمان، المدير العام لمنظمة “المسار الأخضر” البيئية، أن الضرر الذي لحق ببُنى مجمع بازان التحتية جعله “كارثة تنتظر الانفجار”.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “مجمع بازان هو كارثة تنتظر أن تنفجر. منشآت أكبر شركة نفط في إسرائيل، تقع في قلب منطقة حضرية يعيش فيها مئات الآلاف من الأشخاص، قرب المنازل والمستشفيات والمؤسسات التعليمية”.
ووصف هوخمان مجمع بازان بأنه “هدف استراتيجي بكل معنى الكلمة، لا يقل عن القاعدة العسكرية أو المطار”، داعيا إلى “إخلائه فورا”.
وانتقد موقف الحكومة الإسرائيلية في تعاملها مع ذلك المجمع النفطي، مضيفا: “الاعتبارات الاقتصادية الانتهازية لا يمكن أن تتفوق على أمن الجمهور.بدلا من التحرك، فضّلت الحكومات إنكار الخطر”.
واعتبر أن “الضرر الذي وقع نهاية الأسبوع ليس مجرد إشارة تحذير أخرى – بل هو ضوء طوارئ ساطع”.
وختم قائلا: “الكارثة القادمة ليست احتمالا نظريا، بل مسألة وقت فقط”.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 8، خلف حتى صباح الأحد نحو 13 قتيلا وأكثر من 300 مصاب، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري.
وبالتزامن مع الهجوم الصاروخي الإيراني الأول الذي شنته إيران الجمعة ضد إسرائيل، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن “حدث خطير جدا” في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.
كما لم تكشف السلطات الإسرائيلية بشكل رسمي أي تفاصيل حول الأضرار التي لحقت بمجمع “بازان” حتى الساعة (10:50 ت.غ) من صباح الأحد.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.