ملك الأردن يتهم إسرائيل بشكل مباشر بعد تهديدات باكستان: تساؤل عاجل من عمان إلى واشنطن: “هل ترغبون حقًا في إشعال حرب دينية لتسهيل التهجير؟” وشكوك حول “افتعال نتنياهو” للحرب الإقليمية والرسائل الواضحة عن الاستعداد الداخلي.

بيروت- رأي اليوم- خاص
لاحظت جميع الأوساط السياسية في عمان طبيعة المنطق الذي إستخدمه العاهل الملك عبد الله الثاني في توجيه انتقادات حادة ولاذعة للموقف الاسرائيلي في سياق الأزمة العسكرية المتسارعة مع إيران.
اتهم الملك الاردني مباشرة إسرائيل بالتسبب بهذه المسالة الشائكة بصورة قد تهدد إستقرار وأمن المنطقة .
وبرزت خلال الساعات القليلة الماضية تقديرات لأزمة متفاعلة من جهة غرفة القرار الأردنية عنوانها الانباء التي تشير الى ان تحالفا إيرانيا باكستانيا في طريقه الى التشكل في اطار استراتيجية دفاع مشترك واحتمالات قوية بان يأخذ الامر طابع الحرب والصراع الديني .
الاردن يراسل واشنطن ويطالبها بالإجابة على سؤال :”هل تريدون حربا دينياة حقا؟” ضمن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخضاع المنطقة للحالة العامة .
وتقول تقارير اردنية بان إفتعال حرب إقليمية واسعة هو الوسيلة التي اخترعها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليتمكن من حسم الصراع في القضية الفلسطينية وضم الضفة الغربية وتهجير أهل غزة على الاقل تلك قناعة وسط المؤسسات الاردنية.
لكن بوضوح شديد تتحدث التقارير الاردنية عن إحتمالات دخول الباكستان كطرف مناصر وقوي جدا للإيرانيين في هذه المواجهة .
وهذا عنصر يفاجيء كل الاطراف ويدخل المعركة بشكلها الحالي او ينقلها من جزئية تتعلق بصراع إسرائيلي إيراني ويجعلها دولية تخص مصالح المنطقة الحيوية جدا.
ولا يوجد تأكيدات حول طبيعة الفهم الإسرائيلي والأمريكي لضمانات الالتزام في الوقوف مع إيران التي نطق بها وزير الدفاع الباكستاني في الوقت الذي تحدثت فيه أنباء عن وصول شحنات من الصواريخ الباكستانية وقبلها معدات يظهر انها لأغراض الردع من الصين .
االاتصالات العامة لتهدئة المنطقة هي عنوان التصور السياسي والحراك السياسي الاردني.
وقد بدا واضحا ان الملك وهو يؤكد على ان بلاده لن تكون جزءا من الصراع العسكري بين البلدين الجارين او الكيانين تكثف في توجيه رسائل صلابة داخلية عنوانها الحياد العملياتي وإسقاط أي جسم طائر يحاول إختراق المناخ الاردني مقابل الرفض العلني للسماح للطائرات الاسرائيلية باستخدام الأجواء الاردنية وهي تتجه لضرب إيران.
لكن أزمة مصداقية في الخطاب الرسمي او ما بين الخطاب الرسمي وخطاب المواطن الاردني تظهر الحاجة الملحة لإعادة التاكيد على مضامين البيانات الرسمية فيما الموقف الملكي كان واضحا في تحميل اسرائيل وحدها مسؤولية هذا التصعيد العسكري الخطير وكذلك تحميلها مسؤولية نتائج وتداعيات هذا التصعيد العسكري الخطير بصيغة لا تقبل الالتباس.
ملك الاردن وصف أداء الإعتداء الاسرائيلي كما سماه على الجمهورية الايرانية ووصفه بانه يخترق القانون الدولي .
وبالتالي هذا الكلام يظهر ان الاردن في كل الأحوال لا يحمل إيران مسؤولية التصعيد بل الجانب الاسرائيلي ولديه فرصة للتخفيض من سقف التوقعات بنهاية حقيقية للحرب وإصرار على جمع كل الأطراف للتحدث باستراتيجية خروج من المأزق الذي ورطت به إسرائيل الجميع ،الأمر الذي يعكس وصول غرفة القرار الاردنية فيما يبدو الى التوقعات وقرارات مقنعة بان هذه الحرب لن توسعت لن تقف ببساطه وبسهولة.
وان الأطراف المعنية بتوسيع الصراع قد تفقده القدرة على وقف هذه الحرب اذا ما إتجهت نحو حرب إقليمية مستمرة ومتواصلة وتجاوزت المحطتين الاسرائيلية والايرانية.