انفجارات بالقرب من مطار مهر آباد في طهران والحكومة الإيرانية تستخدم المساجد ومحطات المترو والمدارس كملاجئ ضد الهجمات الإسرائيلية.. وإسرائيل تصد 20 طائرة مسيرة أُطلقت من إيران وتتوعد باستهداف المنشآت النووية وأنظمة الدفاع الجوي في الجمهورية الإسلامية

انفجارات بالقرب من مطار مهر آباد في طهران والحكومة الإيرانية تستخدم المساجد ومحطات المترو والمدارس كملاجئ ضد الهجمات الإسرائيلية.. وإسرائيل تصد 20 طائرة مسيرة أُطلقت من إيران وتتوعد باستهداف المنشآت النووية وأنظمة الدفاع الجوي في الجمهورية الإسلامية

أنقرة/ الأناضول
أفادت وسائل إعلام شبه رسمية إيرانية، الأحد، بسماع دوي انفجارات قرب مطار مهر آباد بالعاصمة طهران.
ونقلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ورصدها مراسل الأناضول، تصاعد أعمدة الدخان من مطار مهر آباد.
فيما لم يصدر بعد تعليق رسمي من السلطات الإيرانية حيال دوي الانفجارات قرب المطار.
في السياق، فعلت السلطات منظومة الدفاع الجوي بعد رصد طائرات إسرائيلية مسيرة في المناطق الشمالية والشمالية الغربية من طهران، وفق رصد مراسل الأناضول، ومنصات في وسائل التواصل الاجتماعي بإيران.

وأعلنت الحكومة الإيرانية الأحد أن المساجد ومحطات المترو والمدارس سيتم استخدامها اعتبارا من مساء الأحد، كملاجئ من القصف الإسرائيلي المتواصل على الجمهورية الإسلامية لليوم الثالث.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني عبر التلفزيون الرسمي إن “المساجد هي من ضمن الملاجئ المتوافرة للشعب، وسيتم تجهيز محطات المترو الليلة وفتحها للاستخدام”، مشيرة الى أن المدارس هي أيضا “أماكن آمنة”.

في الجهة المقابلة، هدد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، بضرب منشآت نووية ومنظومات الدفاع الجوي في إيران، عقب استهداف طهران منطقة “بات يام” قرب تل أبيب.
جاء ذلك خلال تفقد كاتس موقعا، شهد مساء السبت سقوط صواريخ إيرانية في بات يام قرب تل أبيب (وسط)، ما خلف قتلى ومصابين ودمارا واسعا.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن كاتس: “أقول من هنا بوضوح لطاغية طهران، للدكتاتور (المرشد الأعلى علي) خامنئي، إذا كان يعتقد أن القصف سيُركعنا، فهو مخطئ”.
وأضاف: “لقد أوصلت الرسالة: سنضرب رأس الأفعى، سنضرب منشآت النووي ومنظومات الدفاع الجوي”.
وتابع كاتس: “سنضرب أهدافا عسكرية وأهدافا تابعة للنظام من أجل إزالة التهديدات”.
وفي وقت سابق الأحد، قالت صحيفة معاريف العبرية، إن “6 مواقع في تل أبيب ومحيطها أصيبت بشكل مباشر بصواريخ إيرانية”.
وأضافت أن “6 أشخاص قُتلوا في بات يام، و7 أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من موقع سقوط الصواريخ في بات يام: “نحن هنا لأننا في معركة وجودية، أصبحت اليوم مفهومة لكل مواطن في إسرائيل”.
وأضاف: “تخيلوا ما الذي سيحدث لو كانت لدى إيران أسلحة نووية لتضرب بها مدن إسرائيل”، وفق ما نقلته “يديعوت أحرونوت”.
وتابع: “تخيلوا ما الذي سيحدث لو كان لدى إيران 20 ألف صاروخ من هذا النوع. هذا تهديد وجودي لإسرائيل”.
وقال نتنياهو إن “إيران ستدفع ثمنا باهظا جدا” على ما وصفه بـ”قتل المدنيين”.
أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه نحو 20 طائرة مسيرة أُطلقت من إيران خلال الساعة الماضية، ما يرفع إجمالي المسيرات التي قال إنه اعترضها الأحد إلى 28.
وقال الجيش في بيان مقتضب على حسابه بمنصة “إكس”: “سلاح الجو اعترض خلال الساعة الأخيرة نحو 20 طائرة مسيّرة أُطلقت من إيران باتجاه أراضي البلاد”، دون مزيد من التفاصيل.
لكن اللافت أن الجبهة الداخلية التابعة للجيش لم تعلن خلال الساعات الثلاث الأخيرة على الأقل تفعيل أي صفارات إنذار للاشتباه في إطلاق طائرات مسيرة.
وبذلك، يكون الجيش الإسرائيلي، بحسب 3 بيانات منفصلة، أسقط 28 طائرة مسيرة أطلقتها إيران اليوم الأحد.
وصباح الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيرة في منطقة وادي عربة (جنوب شرق)، بعدما دوت صفارات الإنذار في مستوطنات بينها “سمر” و”إليباز”، و”شحروت”.
وقبلها بساعات قليلة، قال الجيش إنه اعترض7 طائرات مسيرة أطلقتها إيران تجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال في بيان وقتها، إنه جرى اعتراض معظم تلك المسيرات “في منطقة بيسان والجليل، والباقي في خليج إيلات”.

وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 8، خلفت قتلى وجرحى، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.