الأسواق العالمية تحافظ على استقرارها رغم زيادة التوتر بين إيران وإسرائيل

لندن-راي اليوم
دخل الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران يومه الرابع، وسط تبادل عنيف للضربات الجوية، ما ألقى بظلاله على الأسواق العالمية التي اتخذت موقفًا حذرًا، دون أن تنزلق في دوامة ذعر واسعة. ففي الوقت الذي ترقبت فيه الأسواق العالمية تداعيات التصعيد، أظهرت المؤشرات الأميركية مرونة لافتة، عاكسة ثقة نسبية في قدرة الأسواق على امتصاص الصدمات الجيوسياسية.
ورغم التصعيد العسكري، ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية يوم الاثنين، ما اعتبره بعض المحللين إشارة إلى عودة الهدوء إلى قرارات المستثمرين بعد حالة القلق الأولية. فقد صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.57% إلى 6066 نقطة، وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 0.48%، في حين قفز مؤشر ناسداك بنسبة 0.67%، مسجلًا أكبر نسبة ارتفاع بين الثلاثة.
هذا الأداء القوي للأسواق يأتي بالتزامن مع ترقّب المستثمرين لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، والذي من المتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في تحديد توجهات السوق في المرحلة المقبلة، سواء فيما يتعلق بالسيولة أو شهية المخاطرة.
في الأسواق الأخرى، شهدت أسعار الذهب والدولار تقلبات ملحوظة. فبعد أن ارتفع الدولار يوم الجمعة بنسبة 0.3%، انخفض مؤشره بنسبة 0.07% مع بداية الأسبوع، فيما تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.1%، كما انخفضت عقود الذهب الآجلة تسليم أغسطس بنسبة 0.25%، ما يعكس تراجعًا طفيفًا في الطلب على أصول الملاذ الآمن بعد مكاسب نهاية الأسبوع الماضي.
أما في قطاع الطاقة، فقد واصلت أسعار النفط صعودها، مدفوعة بمخاوف من احتمال تعطل الإمدادات من إيران، التي تعد تاسع أكبر منتج للنفط عالميًا. فقد ارتفع الخام الأميركي بنسبة 1.23% إلى 73.88 دولارًا للبرميل، وصعد خام برنت بنسبة 0.94% إلى 74.96 دولارًا، بعد مكاسب قوية تجاوزت 7% يوم الجمعة.
ورغم هذه الارتفاعات، عبّر عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات الطاقة عن تحفظهم تجاه توقع المسار المستقبلي للأسعار، في ظل الغموض المحيط بتطورات المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
ووفقًا لتقارير شبكة “NBC News”، فقد بدأت موجة التصعيد الأخيرة عندما شنت إسرائيل فجر الجمعة ضربات استهدفت منشآت نووية في إيران، لترد طهران بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، في تطور اعتبره المحللون بداية محتملة لدورة تصعيدية سريعة في المنطقة.
ورغم هذا التصعيد، تُظهر الأسواق مرونة تُذكّر بما حدث خلال أزمات جيوسياسية سابقة، مثل الحرب في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس، إذ تمكنت الأسواق آنذاك من امتصاص الصدمة ومواصلة الأداء القوي. فهل يعيد التاريخ نفسه في ظل التوتر الإيراني-الإسرائيلي؟ يبدو أن المستثمرين يراهنون على ذلك، على الأقل في الأجل القصير.