أحمد إيهاب سلامة: من بيرل هاربر إلى تل أبيب: هل تدخل واشنطن في نزاع ضخم؟

احمد ايهاب سلامة
اذا عدنا الى عام 1982 ابان اجتياح لبنان، نرى كيف سعت اسرائيل لجر الولايات المتحدة الى قلب المواجهة مع فصائل المقاومة الفلسطينية والجبهة اللبنانية وقد استهدفت السفارة الامريكية ومواقع عسكرية تابعة لها مما وفر ذريعة لواشنطن للتدخل لاحقا، وقد كشف ذلك بعد ٥ اعوام.
مشهد مشابه وقع في الحرب العالمية الثانية حين اعلنت امريكا حيادها، قبل أن تغير الهجمة اليابانية على قاعدة بيرل هاربر كل المعادلات لتدخل واشنطن الحرب وترد لاحقا بالسلاح النووي.
المشهد اليوم لا يختلف كثيرا، التصعيد في المنطقة يتسارع وأن استمرت المواجهات لاسابيع مع ضربات متصاعدة على تل أبيب والمناطق المحتلة وغياب اي مؤشرات على عودة ايران الى طاولة المفاوضات، فقد نشهد تدخلا امريكيا مباشرا، الخطر الاعظم يكمن في دخول قوى نووية أو اقليمية كبرى على خط النار، ما ينذر بتوسع الصراع الى ما يشبه حربا عالمية ثالثة..
لكن ما يعقد الصورة اكثر أن القرار الامريكي لا يصدر فقط عن إرادة شعبية أو حتى سياسية،بل ان النواة الصلبة لصناعة القرار خصوصا في البنتاغون ومراكز التاثير تضم أسماء ودوائر لها ولاءات فكرية ومصالح متشابكة كثير منها مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بجماعات ضغط صهيونية، السياسة الامريكية كثيرا ما تدار من خلف الكواليس حيث المال والاعلام ومراكز الضغط.. تقود الرئيس اكثر مما يقودهم وترامب مثال حي رجل اعمال استخدم كواجهة اعلامية، بينما القرار الحقيقي في يد غيره وهو في كثير من الاحيان خادم “لأجندات نتنياهو” لا العكس.
ويجب الانتباه إلى البعد العقائدي للصراع الذي لمح اليه نتنياهو مؤخراً، حين اقتبس نصوصاً توراتية لوصف الحرب مع إيران، في اشارة صريحة إلى أنها حرب مقدسة في نظره وهو خطاب تعبوي يعكس جذورا أيديولوجية عميقة تتجاوز الحسابات الجيوسياسية.
رغم كل ما سبق وبعيداً عن العواطف، فان ايران برغم تناقضاتها ومصالحها الاقليمية تظل الخصم الاشد تهديدا حالياً للكيان الاسرائيلي والخطر الاكبر على مشروعه التوسعي وايا تكن المالات، فان امن العرب والمسلمين لا يمكن ان يصان بوجود “اسرائيل” تلك التي لم تتخل يوما عن اطماعها في الارض والهوية حتى لو وقعت معها عشرات معاهدات السلام.
كاتب اردني